سجلوا عندكم

“حيث ينبع الكلام”… مجموعة أديب صعب الشعرية الجديدة

Views: 3065

“حيث ينبع الكلام” عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للدكتور أديب صعب، التي صدرت حديثاً عن الدار العربية للعلوم في بيروت. يقع الكتاب في 176 صفحة، ويحوي نحو مئة قصيدة قصيرة لكن متفاوتة الطول (بين الصفحة والثلاث)، وقصيدة واحدة طويلة، بعنوان “شوارع المدينة”، منطلقة من الحرب في لبنان.

وقد وزّع صعب قصائد مجموعته على أقسام: “شجرة الشعر” (8 قصائد)، “تحت خيمة الربيع” (13 قصيدة)، “هكذا يغيّر الصباحُ دربَه” (16 قصيدة)، “غابة من البهاء” (13 قصيدة)، “كل شيء على اسمكِ” (24 قصيدة)، “شوارع المدينة” (قصيدة طويلة)، “من دفتر الطفولة” (21 قصيدة). ويجمع هذا القسم الأخير قصائد كتبها الشاعر وهو دون العشرين، وينشرها هنا للمرة الأُولى. وقد وصف الشاعر أدونيس قصائد تلك المرحلة من حياة أديب صعب بأنها “شعرٌ يُدهِش”، وأنها صادرة عن “موهبة فنية نادرة”، وكتب الشاعر المهجري نعمة قازان، من العصبة الأندلسية في البرازيل، عن صعب أنه “برَكة على الأدب”.  

تستند قصائد “حيث ينبع الكلام” إلى تجربة شخصية فريدة وغنية، يصفها الناقد الدكتور جرير أبو حيدر (من جامعة لندن) بالتجربة الصوفية. غير أن الغنى الفكري الذي تنطوي عليه القصائد لا يرميها في التجريد الذهني، بل تبقى مشبعة بتلك النفحة “الغنائية” التي يعتبرها أديب صعب جوهر الشعر. ومن عناصر هذه الغنائية البوح الوجداني والصور التي لا يخلو منها سطر واحد في المجموعة، وهي صور نابعة من خيال خلاق ومشاعر جياشة. ويمكن وصف هذه القصائد بأنها مجموعة من الصور المتلاحقة والمكثفة، إلى حد أن قصيدة من عشر كلمات أو نحوها هي من الغنى التعبيري بحيث تفتح نافذة تحمل القارئ إلى أبعاد لا تنتهي.

من عناصر الغنائية أيضاً في هذه المجموعة الموسيقى الشعرية الغنية التي بات الشعر العربي المكتوب اليوم يفتقدها. والمصدر الأهم لموسيقى الشعر، ولعله المصدر الوحيد، حسب أديب صعب، هو الوزن. والشاعر بين قلة من الشعراء العرب المميزين الذين يتقنون اللعبة الوزنية. وهذا يبدو جلياً منذ قصائد الطفولة التي يتنوع إيقاعها تنوعاً كبيراً بفضل توزعها على مفاتيح موسيقية كثيرة من الشعر العربي، كما يتوزع شكلها بين “الشعر العمودي” و”شعر التفعيلة”. ويستمر هذا الغنى الموسيقي مع قصائد المراحل اللاحقة في المجموعة، ويبلغ ذروته في ابتكار إيقاعات لا عهد بها للشعر العربي. لكن تبقى قيمة القصائد الكبرى في العوالم التي تفتحها أمام مخيلة القارئ وتأخذه في رحلة ممتعة إلى أبعاد وأعماق لا تنتهي. والتحدي الذي تفرضه الموسيقى على الشاعر ألّا يأتي الوزن على حساب محتوى شعره وكيمياء كلماته ومعانيه وغنى عالمه. وهذا ما نجده مجتمعاً في المجموعة الحالية التي تلي مجموعات للشاعر، منها “أجراس اليوم الثالث” و”مملكتي ليست من هذا العالم”، وتضاف إلى كتبه الفلسفية والنقدية المعروفة.

وفي شهادات النقاد والشعراء المنشورة على الغلاف الخلفي للمجموعة تأكيد لقيمة شعر أديب صعب ووقوفه “بين طليعة الشعراء” كما يقول أدونيس، وصدور شعره “عن نضج يندر أن نقع على شبيه له” كما يقول خليل حاوي. ويجد الناقد د. فؤاد أبو منصور شعر أديب صعب “من أجمل ما كُتب بالعربية، مع نبرة تحمل رعشة الشعراء الكبار”. ويقول د. جرير أبو حيدر إنه يقف عند كل قصيدة من شعر أديب صعب، فتقيمه وتُقعده كما لم يُقِمه ويُقعده غيره.   

تُطلَب مجموعة أديب صعب “حيث ينبع الكلام” من الدار العربية للعلوم ومن المكتبات، ويمكن طلبها إلكترونياً على موقع “نيل وفرات”.       

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *