حنين العودة
رامونا يحيى
إذا أتيت في غدٍ بغير موعدٍ
لا تسألني ما الذي أتى بي هكذا بلا سبب
وتُفلت اندهاش وجهك البريء في ملامحي
فسوف تلمحني أحار في الجواب!
وربما أحاول الكذب
لا تفعل…
وإنما ابسم لوجهي الحزين ما استطعت
فإنني شبعت من عبوس كل من قصدته
ومن جهامة إنتظاري عند بابه
وهدّني التعب!
وحينما ذكرت وجهك الوضىء في الطريق قلت لا!
لعلّه يلاقيني هناك بإبتسامته الوديعة
أو يمد لي يدًا بحب!
أرجوك لا تخيّب رجائي المأمول فيك
فكم أخاف لو رددتني
بمقلتين يعمق السكون فيهما
فعدت للطريق ضائعة بغير ذنب!
إذا أتيت في غدٍ بغير موعدٍ
لا تسكب اللهيب فوق راعف الجراح بالحديث
إن تسأل عن يومي الذي يضيع في جحيم عالم بغير قلب!
لأنني أحاول الفرار منه دائمًا
فترتمي السدود في مداي دون رحمة
تشيع الارتعاد في دمي
والإرتباك في خطى تحاول الهرب
وكلّما يئست من مدى انعتاقي البعيد
عاود الحنين روحي التي تئن في إسارها
واشتاقت التحليق في عوالم النهار
وكأنّه.. وكلما يزيد نأيه اقترب!
وضاع من زماني القديم حلمي الذي منحته دمي
هوى هناك دون أن أحس من فؤادي الذي
تتابعت على عيونه الليال
تاركًا لي السير في العراء
إذا أتيت في غدٍ بغير موعدٍ
فلتمنح قلبي السلام والأمان
ولتدفئه بإبتسامتك الودود واهتمامك العميق
فقد ترى الحياة داخلي لها طريق
ويشرق النهار في سماء روحي الظلماء
كأنه هناك من قديم
كأنه عن عمري الحزين لم يغب!
(Ultram)
