الأديب د جميل الدويهي والوفد الاغترابي يشاركون في إحياء “مهرجان حديقة الشعراء” الرابع

Views: 567

مهرجان حديقة الشعراء الرابع في جران مساء ٢٠ اب ٢٠١٩ كان عرسا للكلمة بكل معنى الكلمة. وصاحب الحديقة الاديب والمؤرخ عبدالله ابي عبدالله ارتأى ان يؤجل المهرجان من شهر ايار الى شهر اب، ليواكب زيارة صديقه الوفي، الاديب د. جميل الدويهي والوفد الاغترابي الذي يزور لبنان تحت مظلة التوأمه بين مشروع الاديب الدويهي افكار اغترابية ونادي الشرق لحوار الحضارات. وكانت المناسبة الحاشدة في الحديقة احتفاء باصدار الاديب ابي عبدالله ديوانه السادس “باقة شعر من حديقة الشعراء”، ودراسة بعنوان “خيرالله خيرالله كبير المناضلين في سبيل استقلال لبنان الكبير التام”…

الفقرة الاولى كانت زراعة شجرة ارز في الحديقة بحضور ممثل وزير الثقافة الاستاذ محمد نزال، والشعراء والمتكلمين في الحفل.

قدم المهرجان الصحافي غسان عازار، وبعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب واضاءة على سجل الاديب عبدالله ابي عبدالله الحافل بالعطاء الابداعي، كانت الكلمة الاولى لرءيسة اتحاد السفراء الدوليين في الولايات المتحدة الاميركية غرازييلا سيف. وقدمت سيف شهادة تقدير من الاتحاد للاديب ابي عبدالله. ثم القى الشعراء د. ميشال جحا، روبير خوري، جورج شكور، د. جميل الدويهي باقة من قصائدهم. ثم القى القاضي رزق الله فريفر كلمة نقدية، وتحدث بعده ممثل وزير الثقافة د.محمد نزال. تلاه قائمقام جبيل السابق باستيد منعم. وختم صاحب الدعوة بكلمة شكر وقصيدة.

وقدم الاستاذ ابي عبدالله دروعا للمتكلمين من خشب الارز، كما تحلق حوله الوفد الاغترابي الزائر ليقدم له درعا تقديرية باللون الاخضر تعبيرا عن الحديقة. وقدم الشاعر د. ميشال جحا درعا الى الاستاذ ابي عبدالله. وقدمت السيدة فيفيان سابا ايقونة المكرم البطريرك اسطفان الدويهي الى صاحب الحديقة.

واختتم الحفل بكوكتيل غني.

***

قصيدة الشاعر د. جميل الدويهي في المهرجان

 

إفتح شراعَك، هذا البحرُ والمينا

في البُعْد نحن، وكاد البُعدُ يَطوينا

مشرّدون، كأطيار مشرّدةٍ

وليس من وطنٍ إلاّ قوافينا…

أبناءُ لبنانَ، في الأصقاع تعرفنا

ضاع الزمان، وغادرنا أسامينا…

هل تذكرون هنا… كم وردةً ركضتْ

من شوقها في الليالي، كي تلاقينا!

حديقةَ الشعرِ، لا ما أنت ناسيةٌ

قصيدةً لبِست فُلاّ ونسرينا..

وسيّد البيتِ للإبداع قال: هنا…

حبرٌ يصيرُ غناءً في ليالينا…

وألبس الحرفَ من أسراره ذهباً

فتلكِ كتْبٌ عن الأمجاد يحكينَ…

شعراً، ونثراً، وتاريخاًَ، فهل رجلٌ

أم عدةٌ من رجالاتٍ وفيّينا؟

أم قمّةٌ من ربى لبنان عاليةٌ

أم فكرةٌ أنبتت أرزاً، وشربينا…

هذا الكبيرُ، بلادي كيف تكْرِمه؟

كما تُكرّمُ شمسٌ في أعالينا…

تمثالُه في قلوب الناسِ قاطبةً

ما كان تمثاله ماءً ولا طينا.

 

من ذلك العهدِ تذكارٌ يخاطبُنا

وكم يعودُ بنا شوقٌ لماضينا!

أحلامنا فوق أدراجٍ محطّمةٌ

والبردُ في الشارع المهجورِ يؤوينا…

نمشي على الأرض، لكن لا بيوتَ لنا

إلا الشتاءُ الذي يبكي، ويُبكينا…

يا ذلك العمرُ في البترونِ… كم صُوَراً

كانت هناك… وما عادت تُحيّينا…

وكم حُروفا كتبنا في دفاترنا…

وكم حقولا زرعناها رياحينا!…

هذا الضياءَ الذي يختالُ موكبُه

على الجبال، سكبْنا من أيادينا

يا شاعراً من بلادي، قل لَمن سألوا:

هل المراكبُ غابت عن شواطينا؟

هل أنت في الروحِ، ما خالفتَ موعدَنا

ولو هجرنا، وكاد الموجُ يرْمينا؟

ما زلتَ من بيتِك العالي تحدّثنا

عن النجومِ التي غطّت روابينا

ما زال لبنانُ طِيباً في حقائبنا،

ولم نغادر به أهلاً محبّينا…

عنواننا لم يزل في الشرق… نعرفُه

لبنانُ من بعده نمحو العناوينا.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *