“قوة الشفاء في الفاكهة” (11)… التوت البرّي… يزيل الالتهابات، يحمي القلب، ويكافح السرطان

Views: 1585

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة الحادية عشرة.

 

 

د. أماني سعد ياسين

 التوت البرّي Cranberry من فصيلة التوتيات، غير معروف في منطقتنا، إلا أن اسمه اشتهر كثيراً في الآونة الأخيرة كدواء معروف لعلاج التهابات المسالك البولية وحده أو مترافقاً مع أدوية أخرى مضادة للبكتيريا موصوفة من قبل الطبيب المختص.

وهو متوفّر في الصيدليات على شكل أقراص كما هو متوفّر أيضاً في محلات الأغذية الصحية والسوبرماركت على شكل عصير طبيعي أو عصير مكثّف (concentrated cranberry extract) وأيضاً بشكله الكامل المحفوظ في أكياس ومجلّد.

لا يُؤكل نيئاً بسبب حموضته وحدّة طعمه وكذلك قوامه الخشن والجاف نوعاً ما بل يستفاد منه عادةً على شكل صلصة تضاف إلى الديك الرومي المشوي وهو لذيذ أيضاً مع أنواع اللحوم والدجاج المشوية.

وبما أن كل الفائدة هي في النيء منه لذا يمكن الاستفادة دائماً من عصير الـ cranberry الذي يمكن إعداد شراب بارد منه أو مشروب ساخن لذيذ. كما يمكن صنع كوكتيل لذيذ من الـ cranberry والتفاح والبرتقال مع العسل أو السكر بحسب الرغبة.

 

مكوناته

يحتوي التوت البري cranberry، كما بقية أنواع التوتيات، إضافة للفيتامينات والمعادن على مركّب كيميائي أثبتت الدراسات أن له قدرة كبيرة على مكافحة مرض السرطان؛ إنه الإيلاجيك أسيد (Ellagic acid).

المركّبات الدوائية الفعّالة

Ellagic acid    Potassium

Quercetin      Magnesium

Myricetin       Phosphorus

Kaempferol            Calcium

Vitamin D                      Iron   

B–complex vitamins      fructose

Folic acid (B9)        

كما يحتوي أيضاً على الفلافونويدات (flavonoids) وأهمها الكيرسيتين (quercetin) والمايريسيتين (myricetin).

وهناك نوع ثالث من الفلافونويدات موجود في الأنواع الغامقة اللون من التوت البري (cranberry) وهذا الأخير يُدعى الكامبفيرول (Kaempferol) وهذه جميعها لها دور مهم ومؤكد في الحماية من مرض السرطان إضافة إلى الوقاية من أمراض القلب والشرايين وخصوصاً الكيرسيتين الملقّب بحامي القلب والشرايين.

أما عصير الـ cranberry الذي عُرِف منذ القِدم بقدرته الفائقة على علاج التهابات المجاري البولية والمثانة بشكل خاص، فهو حاوٍ لمقادير كبيرة من البوتاسيوم (1500 ملغ في الكوب الواحد غير المحلّى) والمغنيزيوم (70 ملغ في الكوب) والفوسفور (130 ملغ) والكالسيوم (110 ملغ) والحديد (2 ملغ) والزنك (1 ملغ) والمنغنيز (0,4 ملغ) كما يحتوي على نسب عالية من الفيتامينات وخصوصاً الفيتامينات D (5,6 ميكروغرام) أي أكثر من حاجة الجسم اليومية.

ومجموعة الفيتامينات B1 (2,4 ملغ)، B2 (3,4 ملغ)، B3 (42 ملغ)، B5 (1 ملغ)، B6 (4,4 ملغ) وB12 (4 ميكروغرام) وكذلك الفوليك أسيد B9 (600 ميكروغرام) وهذا أكثر بكثير من حاجة الجسم اليومية من هذه الفيتامينات. 

 

التوت البرّي لمعالجة التهابات المسالك البولية

هل تعرف عزيزي القارئ أن عصير الـ cranberry هو أقوى الأدوية وأفعلها في معالجة الالتهابات التي تصيب المسالك البولية وخصوصاً المتكرِّرة منها!؟

فمنذ زمن بعيد كانت الجدات والأمهات وبعض الأطباء المهرة يصفون عصير الـ cranberry لعلاج التهابات المسالك البولية، وحديثاً حصل هذا العلاج على موافقة العلماء والباحثين والأوساط العلمية كافة بعد أن كان متداولاً لسنوات كثيرة ومن جيل إلى جيل كوصفة شعبية في الدول الأوروبية!

والتوت البرّي متوفر حالياً في مراكز بيع الأدوية بصورة أقراص توصف خصيصاً لعلاج هذه الحالات المرضية وله مفاعيل جيدة جداً لدى المرضى الذين تتكرّر لديهم التهابات المجاري البولية من دون سبب واضح فلا يكادون ينهون علاجاً بالأدوية التقليدية حتى يبدأون بآخر!

في دراسة أُجريت عام 1994 في جامعة هارفارد الطبية على مجموعة من السيدات المسنّات تبيّن أن السيدات اللواتي تناولن مقدار كوب كبير من عصير الـ cranberry يومياً لمدة ستة أشهر قلّ لديهن عدد الميكروبات الموجودة في البول (urine) وانخفضت لديهن نسبة الإصابة بالتهابات المجاري البولية حتى 60-% من أولئك الذين تناولوا نوعاً آخر من العصير يومياً.

والأهم من ذلك أن السيدات اللاتي كنّ يعانين فعلاً من التهاب المجاري البولية تحسّنت حال غالبيتهن وشفين بالكامل وكانت نسبة الشفاء مرتفعة (بحدود 75¬%).

في السابق كان يُظنّ أن السبب هو تحويل البول إلى محيط أكثر حموضة ما يمنع البكتيريا من النمو والتكاثر ويساعد على الشفاء.

أما الآن فقد ثبُت علمياً أن فائدة الـ cranberry لا تعود إلى زيادة حموضة البول فقط، بل إن هناك مادتين في العصير، إحداهما الفركتوز (fructose) والأخرى لم تُعرف بعد، وكلتاهما تساعدان على منع البكتيريا من الالتصاق بجدار المثانة والمجاري البولية.

ويصف الأطباء لعلاج التهابات المسالك البولية تناول كوبين كبيرين من عصير الـ cranberry يومياً إلى جانب الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب ومنها المضادات الحيوية فلذلك مفعول أفضل بكثير من الأدوية وحدها.

أما للسيدات المعرَّضات للإصابة بالالتهابات فيكفي تناول كوب واحد يومياً من عصير الـ cranberry للوقاية منها.

 

التوت البرّي الحامي من السرطان

يحتوي التوت البرّي كما بقية التوتيات، وأشهرها توت العلّيق والفريز والتوت الأسود، على مركّب الإيلاجيك أسيد (Ellagic acid) الذي أثبتت الدراسات الحديثة أن له قدرة كبيرة على محاربة مرض السرطان والوقاية منه.

والجدير ذكره هنا أن الإيلاجيك أسيد يحارب مرض السرطان على عدة محاور فهو أولاً، يمنع التغيرات الجينية (mutations) التي تصيب الحمض النووي (DNA) وقد تؤدي هذه التغيرات في كثير من الأحيان إلى ظهور خلايا سرطانية وبمعنى آخر فإن الإيلاجيك أسيد يمنع عملية بدء نشوء السرطان.

ثانياً، يمنع تأثير وسميّة المواد المُسرطِنة، أي التي تسبِّب السرطان.

ومن المهم معرفة أن الإيلاجيك أسيد يمتصّه الجسم بشكل أفضل بكثير بشكله الطبيعي الموجود في مصادره الغذائية مقارنة بالإيلاجيك أسيد الصافي (pure) المستعمل في الدراسات والبحوث المخبرية لذا يُستحسن الإكثار من الأغذية الحاوية له للوقاية من مرض السرطان الخطير.

 

التوت البرّي والفلافونويدات الحامية للقلب

من أهم فوائد التوت البرّي الطبية أنه من المصادر الغنية بالفلافونويدات، الملوِّنات الطبيعية المسؤولة عن إضفاء الألوان الحمراء والصفراء على الفواكه والخضار، وهي مضادات قوية للتأكسد، لذا فهي تحمي خلايا الجسم من الآثار المخرِّبة التي تسبّبها الجذور الحرّة فتقي بالتالي من الإصابة بأمراض القلب والسرطانات وغيرها من المشاكل التي تزداد عادةً مع التقدم في العمر.

ويحتوي التوت البرّي على نوعين مهمين من الفلافونويدات، الكيرسيتين (quercetin) والمايريسيتين (myricetin)، ونوع ثالث هو الكامبفيرول (Kaempferol) موجود في الأجناس الغامقة اللون من الـ cranberry، وهذه جميعها لها دور مهم في الحماية من مرض السرطان.

علاوةً على هذا فالفلافونويدات وخصوصاً الكيرسيتين يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى حدٍّ كبير، وهناك دراسات كثيرة أُجريت في عدد من الدول الأوروبية منها فنلندا وإنكلترا تشير إلى أهمية الفلافونويدات طبياً، وأن الأشخاص الذين يتناولون مقادير أقل من هذه العناصر الهامة هم في خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • املأ البراد بالعصير

حالياً، يتوفّر عصير الـ cranberry في معظم المتاجر الكبرى وهو متوفر بشكل عصير cranberry صافي أو بشكل كوكتيل مع أنواع أخرى من الفواكه. وأنا شخصياً أفضّل الاستفادة من العصير الصافي للحصول على منافع الـ cranberry ولأن بقية الفواكه موجودة لدينا بوفرة ومن المهم اختيار الأنواع الجيدة (100¬% Natural).

  • العصير المكثّف جيد أيضاً

من المفيد أيضاً ألاّ يخلو المنزل أبداً من عصير الـ cranberry المكثّف (concentrated cranberry juice) وهذا متوفر أيضاً في المتاجر الكبرى وبهذا يمكن تحضير الشراب البارد أو الساخن منه بشكل دائم أو تحضير الصلصات اللذيذة التي تقدّم إلى جانب أطباق اللحوم والدجاج المشوية.

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

كوكتيل التوت البرّي والمانغا

عصير غني بالفيتامينات C, B12, B6, B2, B1, A وحمض الفوليك والكالسيوم والزنك والبوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد. مثالي للرياضيين وللطلاب ولكل مَن يخشى الإصابة بترقق العظام ونقص الحديد.

المقادير

* حبة مانغا طازجة

*200 مل من عصير التوت cranberry

*150 مل من اللبن الرائب بنكهة الدراق

طريقة التحضير

–تُقشّر حبة المانغا وتُنزع نواتها وتُفرم فرماً خشناً ثم توضع في الخلاّط الكهربائي مع المكوّنات الأخرى. يُخفق المزيج جيداً حتى يصبح متجانساً.

يُشرب على الفور بعد إضافة مكعبات الثلج.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *