سجلوا عندكم

 فِصْح

Views: 374

  سلمان زين الدين

  صَباحُ الخَيْرِ يا وَطَني

المُعَلَّقَ كَالمَسيحِ على الصَّليبْ

أما آنَ الأوانُ 

لكي تَقومَ منَ الرَّدى

وَتُدَحْرِجَ الحَجَرَ الَّذي يُلْقي

 بِكَلْكَلِهِ على الغُصْنِ الرَّطيبْ؟

***

  صَباحُ الخَيْرِ يا لبنانُ،

يا أبَتي.

أما ناءَتْ سُهولُكَ وَالجِبالُ

بِوَطْأَةِ الأبْناءِ:

مَنْ عَقُّوا، وَمَنْ مَرَقوا،

وَمَنْ نَهَبوا، وَمَنْ سَرَقوا،

فَلا تَغْفِرْ لَهُمْ أبَدًا،

أيا أبَتاهُ، 

ما اعْتَنَقوا مِنَ الأوْهامِ،

وَاقْتَرَفوا مِنَ الأخْطاءِ،

وَارْتَكَبوا…

فَهُمْ يَدْرونَ ما فَعَلوا،

وَعاثوا مِنْ ذُنوبْ.

***

  أما ضاقَتْ سَماؤُكَ بِالغُيومِ السُّودِ،

تَنْشُرُها الرِّياحُ العاتِياتُ،  

فَتَحْجُبُ الزَّرْقاءَ عنَ خُضْرِ العُيونِ

بِلا حَسيبٍ أوْ رَقيبْ؟

***

  لِأنَّكَ يُوسُفُ الأوْطانِ،

يا وَطَني،

تَخَلّى الإخْوَةُ الأعْداءُ عَنْكَ

رَمَوْكَ في بِئْرٍ سَحيقٍ غَوْرُهُ

وَرَمَوْا بِفِعْلَتِهِمْ على ذِئْبٍ غَريبْ،

وَلَمْ تَطْرُفْ لَهُمْ عيْنٌ،

وَلَمْ يَرْمُشْ لَهُمْ رَمْشٌ،

 وَلَمْ…، 

حَتّى إذا نَكَصوا على أعْقابِهِمْ،

أخْفَوْا جَريمَتَهُمْ بِأوْراقِ النَّحيبْ.

كَأنَّكَ لمْ تَكُنْ فِرْدَوْسَهُمْ، يَوْمًا،

وَواحَتَهُمْ حِيْنَ الصَّحارى

 تَكْتَوي بِلَظى اللَّهيبْ.

***

  وَلِلْأَعْداءِ، يا أبَتاه، أنْصِبَةٌ

مِنَ التَّدْنيسِ لِلْأَقْداسِ،

وَالتَّعْكيرِ لِلْأَمْواهِ،

وَالتَّحْليقِ في الأجْواءِ دَوْرِيًّا.

وَلَوْلا صِيْدُكَ الأبْطالُ 

صَدّوا هَجْمَةَ الأعْداءِ

في بَرٍّ، وَفي بَحْرٍ، وَفي جَوٍّ، وَدَوْرِيًّا،

لَزادَ البَغْيُ أنْصِبَةً،

وَلَازْدادَتْ مَفاعِيْلُ النَّصيبْ.

***

  هيَ الأرْزاءُ، يا وَطَني،

رَمى بِنِصالِها الأبْناءُ،

وَالإخْوانُ، وَالأعْداءُ قاطِبَةً

وَكُنْتَ الأنْتَ مَرْماها،

فَلا أرْزاؤُهُمْ تَعِبَتْ،

وَلا كَفَّتْ رَزاياها،

وَأَنْتَ تُلاعِبُ الأرْزاءَ

لا تَخْشى بَلاياها.

فَهَلْ في قَلْبِكَ الخَفّاقِ مُتَّسَعٌ

لِنَصْلٍ، بَعْدُ، آخرَ،

أيُّها الوَطَنُ الحَبيبُ،

وَلَيْسَ ثَمَّةَ منْ طَبيبْ؟

 ***

  مَساءُ الخَيْرِ، يا وَطَني الّذي

اجْتَمَعَتْ بَناتُ الدَّهْرِ إيّاها

لِتُتْعِبَهُ، وَلَمْ يَتْعَبْ.

سَتَبْقى، الدَّهْرَ، مُنْتَصِرًا

على الأبْناءِ، وَالإخْوانِ،

وَالأعْداءِ قاطِبَةً،

وَلَنْ تَتْعَبْ.

وَسَوْفَ تُدَحْرِجُ الحَجَرَ الَّذي

يُلْقي بِكَلْكَلِهِ عَلَيْكَ،

وَتَصْلُبُ المَوْتى الأُلى صَلَبوكَ،

ذاتَ غَدٍ،

وَإنَّ غَدًا لِناظِرِهِ قَريبْ.

(الأربعاء، في 18 / 3 / 2020)

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *