سجلوا عندكم

البشاعة الآتية

Views: 828

خليل الخوري 

يبدو أنّ تحويل العالم الى المعادلة المروعة: فقراء ومتخمون، بات الاكثر توقّعاً، إذا كان مقدراً لفيروس كورونا أن ينتهي. وعندما يُجمع علماء الاجتماع والسياسة على أن عالمنا، بعد مرحلة الفيروس لن يكون كما قبله، فإنهم يسهبون في شرح المتغيرات المرتقبة. ويتبين من الدراسات الرصينة أننا ماضون الى الحد الفاصل بين إنسان معدم وآخر مترف، ولن يتمكن الأول من العيش إلا في ظل الثاني وبرضاه! وكم سيكون هكذا عالم مظلماً وبشعاً.

والأمر لا يقتصر على الأفراد والجماعات وحسب، إنما أيضاً على الدول وفي تقدير العلماء إياهم أن الدول ستكون قلّة ثرية وكثرة فقيرة فاشلة تتحكّم فيها الأولى. اليوم يوجد هذا التحكّم، وهو قبيح ومرذول من دون أدنى شك، إلا أنه لن يكون ببشاعة وقبح ما ستؤول إليه الحياة على هذا الكوكب خصوصاً بعدما بات الانسان الصناعي (الروبوت) حقيقة قائمة، والأخطر بعدما بدأ إنتاج الإنسان نصف الصناعي الذي هو مزيج من الروبوت والبني آدم .

وما بات أمراً واقعاً على صعيد الحياة الاجتماعية سيصبح هو القاعدة حتى في بلد مثل لبنان كانت التقاليد والعادات الجميلة لا تزال راسخة فيه من حيث التضامن والتعاون و”الواجبات” التي ربما فيها بعض المبالغة، إلا أنها جميلة وتعبّر عن طبيعة الإنفتاح والتلاقي، لدرجة نسيان، أو تناسي، الخلافات في المشاركة بالعزاء على سبيل المثال لا الحصر. ومن أسف أن هذه اللياقات قد لا تبقى في مستقبل ما بعد فيروس كوفيد 19 اللعين الذي لم يخطف ملايين الأرواح وحسب، بل إنه “شقلب” الحياة في مفاهيمها كلّها، بما فيها مرتكزاتها الإقتصادية أيضاً.

إلى ذلك يبقى السجال قائماً على صعيد الدول والمفكرين والباحثين، كما بين الناس العاديين: هل فيروس كورونا من إنتاج المختبرات أو أنه من صنع الطبيعة، أو لعله بدأ طبيعياً فأُجريَت عليه تعديلات (كما يجزم خبراء) فتحوّل إلى الوحش الذي أرعب الجميع، حكاماً وشعوباً وأمماً بكاملها؟ هذا السؤال سيظلّ مطروحاً إلى أن يقرّر أرباب هذا العالم البائس أن يفرجوا عن دواء ولقاح، إذا صحّ أنهما موجودان ولكن قرار تعميمهما لم يتُّخذ بعد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *