لحامل الغد

وسام سري الدين

 

برعمٌ لشجرةٍ 

لحنٌ لناي

ثروةٌ متحرّكة

وثورةٌ ساخرةٌ كامنة

السلامُ في حفنتِهِ وعلى أكتافِهِ الغدُ

بين ضلوعه اتّقادُ حلُم..

في فمِه كلام

والحروف لرفاقِه الثوارُ تقفُ على أصابعِه الحائرة 

 

قلت:

أكتب لهم ولَهنّ عن سياجِ الوطن، 

وعن سديمِه الأزرق..

عن استرجاع أزهارِ الحرّية من مخالب المحتلين..

اكتب عن المعارك ضدّ الموت والقهر 

عن الموت النظيف

عن الرفض للذلّ، عن فراغ أيدي الأطفال من اللعب والحلوى

وعن الوجع بغير دواء.. وثمنِ عرَق الفلاحين

عن أمهاتٍ جائعات، وفتياتٍ ذاهلات.. وآباء تحرقُ الدمعةُ خدودهم،

ومساربِ القلق.. وجسور الأمنيات..

 

اكتب لهم عن قوسِ قزح، وأغانينا المؤنسات، وسهرات الفرح،

وعن معابدِ الجمال، ونسمات عرزالنا..

عن اكفّ الخير وجرأةِ المحبّ

في أجمل الأوطان.

 

اكتب ما قالتِ البلابلُ للمروج، 

والفراشاتُ للزهور

والخيلُ للسروج..

والعاشقُ لحبيبته..

 

قل لرفاقك الشرفاء لا تستسلموا لدوائر جهلِهم.. 

ومربعاتِ حقدِهم..

ومثلثاتِ البؤس .. 

ومستطيلاتِ الانتظار ..

ولا لسطور صفقاتهم

ولا لحواجز الشوك الحنون..

قل دعوا لهم اشكالهم الهندسية، 

وخُطط المتاهات 

بها يدورون وستدور عليهم.. وتقفل ألف باب …

قل انشدوا يدًا بيد ومن حناجرَ فتيّة

تريد ان تحيا للحياة، وتبتسم للنجاة، وتعلّم المغامرة 

 

قولوا نحن هنا !

نرتقبُ الشمسَ كلّ يوم 

ونودّعها كلّ دقيقة.. 

ولا نهاجر بحثًا عن أنفسنا، لأنها هنا.. 

 

ولأولئك قل: أنتم سرقتم الأرضَ والهواءَ والماء 

سرقتم عُدّةَ الحقل، وسلال الفاكهة، وباقات الورد

وسرقتم البحر والرمل والصخرَ والسفن والمجاذيف

وغمّازةَ خدّ الحبيبة…

أعيدوا لنا ما لنا من أعينٍ ترى النورَ والهواء

والحلمَ والعزيمة .

وابقوا لكم ما لكم .. من غَنيمة

مكائدَ ونارٍ وحديدٍ وشتيمة..