قصيدة مهداة إلى باسمة بطولي “فنانةِ لبنان الأولى وشاعرةِ كلِّ الأزمنة”

سعد الدين شلق

 

يصـدَحُ الحَرفُ إذا مُسَّ القَـلَم

بيَمينِ الـضَّـوءِ، أو يَسري نَغَم

إن تَـمِـس ريشَــتُـهُ مَســحُـورَةً

قلتُ فَجـرٌ في ثَنــــاياها ابتَسَم

يا بَيــــــاضًا شَـعَّ في صَفحَتِهـا

قَبَّـلَ المِعصَمَ… والكَفَّ استَلَم

هَـدهِدِ الآهـةَ في الجُرحِ الذي

أسـكَرَ الـدُّنيَــا، وآلى ما التَــأم

جَمَـعَ الـشِّعـرُ بـعَينَيـكِ الـمُنى

وبسِـرٍ فـيهِمـا اللَّيـــــلُ اتَّـسَـم

تــــارِكًا في الثَّغرِ مَعنًى حـــائرًا

كــادَ، لَو لَم يَعـرَ، بالسَّمعِ يُشَم

بَوحُكِ الأسمى هُوَ البَوحُ الذي

لـم يَــلامِس سِرُّهُ القدسِيُّ فَــم

نَـــامَتِ الـدُّنيــــا على وَعـدٍ بِهِ

ومَلاكُ الـشِّعرِ صَــاحٍ لـم يَنَــم

بَــوحُكِ المَرصودِ كـم حَنَّت لَهُ

روحِيَ الوَلهٓى تُنــاجيهِ … وكَـم

هَـــمَّ سَـمـعٌ يَـحتَسيـهِ خَمــرَةً

لا كَبنتِ الكَـرمِ تُحيي مِن عَـدَم

جَفنُـكِ السَّـاجي على أسحـارِهِ

أيُّ غَيبٍ فيهِ من قَبلُ استَجَم !

يُبـــدِعُ اللَّـــوحَةَ مِن نَبضٍ بهـا

كَـــائِنًـا حَيًّـا، فَمِن لَــــحمٍ ودَم

في مَـداها ألــفُ لَيـــلٍ يَـرتَمي

ومِنَ الأضـواءِ مـاجَت ألـفُ يَـم

أخضَــرٌ مِن أحمَـــرٍ في أصفَـــرٍ

كَـشِـراعٍ مِن خِضَــــمٍّ لِـخِضَــم

أنــتِ والـفَـــنُّ نَـشيـدٌ وصَـدى

وأنا أوتَـــــــارُ ذيَّـــــاكَ الـنَّغَـــم