بيروت

Views: 55

لودي جورج الحداد

 

ذاتَ ربيعٍ…

سينشقُّ صدرُ السَّماءِ،

لينهمرَ الدُّعاءُ سلاماً

على الواحاتِ والرَّوابي…

يزهرُ اللَّوزُ

وتشدُو شقائقُ النُّعمانِ

بنغمِ الأسطورةِ

والثَّوبِ الأرجوانِي…

يندثرُ رمادُ الكدرِ

خلفَ أديمِ البحارِ،

وتعلُو أناشيدُ الأرزِ ابتهالاتٍ،

تعبرُ الشطآنَ والأمانِي…

غداً…

يكحِّلُ الفجرُ عيونَ الصَّبرِ،

يراقصُ البخورُ وريقاتِ الحورِ،

ينثالُ بخارُ الثَّلجِ مطراً،

يعزفُ على الشَّجنِ والوترِ…

غداً…

تعودُ فيروزُ إلى دارِها العتيق،

يمزِّقُ الصَّباحُ سياجَ اليباب،

يصطادُ الشُّحرورُ بمنقارهِ العقيق،

يرميهِ قبلةً على جيدِ السَّحاب…

غداً…

تُمسي بيروتُ عروسَ المدائن،

يفوحُ من راحتَيها أريجُ المجدِ،

تنصبُّ تحتَ أقدامِها جواهرُ الخزائن،

ومن خمرِ حجرِها نرتشفُ الحبَّ للوجدِ…

ذاتَ ربيعٍ…

ينبلجُ الحلمُ يقيناً

فوق أهدابِ الصَّدى،

تلمعُ الرايةُ،

وتَمحو الرِّيحُ

غبارَ المدَى…

بيروتُ دوَّنتُكِ بحبرِ النُّورِ قصيدةً،

رفعتُها صلاةً أمام قدسيَّةِ المعبدِ،

بيروتُ اهدأي واطمئِنِّي،

دمتِ أيقونةَ الأمسِ والغدِ،

وشمَتْها أنجمُ الرَّبِّ

فوقَ هالاتِ السُّحبِ

ودهشةِ الفرقدِ… 

(https://subta.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *