بعد الغياب
سعد الدين شلق
حتى وإن غابت فكل دروبها
حملت إلى أبد الهوى توقيعي
أنّى تسرْ نادت بها الذكرى معي
لولا النوى لم يُرجَ يوم رجوعِ
فالشمس لا يطوي الظلامُ لواءَها
إلا ليؤذنَ فجرُها بطلوعِ
غمّستُ في قلبي شباةَ يراعتي
كيما أخطّ لها نشيد ولوعي
وحلفتُ إلّم يكفها مجرى دمي
أن أسقيَ الأقلام فيض دموعي
غالٍ عليّ الأمس كيف أضيعه
وأخاف يوما أن يكون مضيعي
إن يشكُ من ظمإٍ إليّ ولهفةٍ
كم رحت أشكو من صدايَ وَجوعي
لم أدرِ إذ أودعتُ فيه صبابتي
أني به استودعتُ كلّ ربيعي
ذاك الكنار الكانَ يشعلُ أضلعي
يطوي الجناحَ اليوم بين ضلوعي
أيلول عمري صار عمريَ كلّه
أوقدتُ فيه للصلاة شموعي
فإذا دعاني للهوى داعي الهوى
ألفى سميعَ الأمس غيرَ سميعِ