قمر يستحم بالندى
وفيق غريزي
*الى صديقي الأبدي الشاعر والفيلسوف الراحل روبير عبدالله غانم:
حين أرنو إليك تغدو عظيما/كقمر يستحم بالندى/وحين يحتضنك النهر/تغار المستحمات من جسدك الإغريقي.
فوق أحلامي الخفية/يفوح عطر رياحين الحقول/ليس عبثا ان تتغطى بجسد امرأة مغسولا بالدموع.
وحيدا بلا اضطراب او قلق/نواجه التشرد، والجوع، والعطش/قد أدركتنا رأفة مباركة/من رب السماء/عيناي مثقلتان بعذاب بلا انتماء/عذاب امرىء لحظة يفارق الحياة/وغروب باكر قد جاء/تعب السماء المتشحة بغيومها السوداء/ارض عمها القحط واليباب.
الارض اكثر حنانا من القلوب البشرية/كأنها ما تزال تأسرك/في كل نهاية تتوزع الدروب/ما زلت انتظر لقاءنا يا صديقي الأبدي.
الا حدِّق لترى كيف يجري في الغابة نهر الزمن/والقدر يركض بين الشعاب/أنا مازلت انتظر عودتك يا صديقي الأبدي/غيابك أدمى قلبي/لكنه ما زال يخفق في الصدر/أنت تعتبر خمرة العرفان/في زمن منسي/لن احوِّل بصري عن الآفاق/علني ارى طيفك يطل من عالم البهاء/في اخر المشوار تفترق الدروب…
(Valium)