“كورونا” الأميركي

Views: 537

خليل الخوري 

شكّل فيروس كورونا عنصراً لافتاً في المعركة الرئاسية الأميركية التي دخلَها من بابين: باب إستغلال فريق جو بايدن مواقف دونالد ترامب المُتذبذبة من هذه الجائحة الذي اعتبرها غير خطرة حيناً ومحدودة الخطر حيناً آخر، وكلامه عن أهميّة الدواء ثمّ الإعلان عن دواء وهمي، ومن ثمّ تقديم «بشرى» إلى الشعب بالتوصّل إلى لقاح لم يكن موجوداً آنذاك (قبل خمسة أشهر من اليوم). والباب الثاني هو مشهد الحشود الشعبية لكلّ من المرشّحين إذ استخدم أنصار بايدن الديموقراطيون الكمامات بنسبة عالية بينما لم «يتكمم» أنصار ترامب بالنسبة ذاتها. والناس على دين ملوكهم في أي حال.

وتلك الظاهرة لم يكن يخطر في ذهن أحد أنها يمكن أن تكون مجال أخذ وردّ في أكبر المعارك الديموقراطية في بلد يتزعّم العالم ويُعتَبر من الأكثر تقدّماً في حقل التكنولوجيا.

ولكن يبدو أنّ كلّ شيء بات مُستساغاً في هذا الزمن. وقد تحدّثنا أمس عن البانوراما الإنتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، فبدا لنا المشهد الإنتخابي مُستحضراً من بلدان مُتخلّفة… وهو ما لن نعود إليه اليوم. فقط نودّ أن نتحدّث عن إستطلاعات الرأي. فمنذ شهرين على الأقلّ وسائر المؤسسات والشركات المعنيّة بالرأي العام والإستفتاءات والإحصاءات والأرقام أجمعَت على أنّ إستطلاعاتها توصّلت إلى فارق بين المرشّحَين يراوح بين الـ9 والـ12% لمصلحة بايدن. والواقع أنّ الفارق بسيط جداً كما توضّح عملياً، باستثناء مؤسسة اللبناني الأميركي جو عزّام التي أصابَت أرقامها كبد الحقيقة. يومها اعتُبر أنه يُغرّد خارج السرب ليتبيّن أنه الموضوعي الوحيد بين أقرانه. ومن الثابت أنّ ذلك لم يكن بريئاً إنما كان مخططاً مقصوداً لتضليل الرأي العام.

ومهما سجّل المراقبون والخبراء من ملاحظات، جديّة أو سطحية، على مسار المعركة الإنتخابية الرئاسية الأميركية، فيجب الإعتراف بأن الولايات المتّحدة هي بلد الديموقراطية على نطاق رفيع جداً، حيث يُتاح لكلّ أميركي أن يعبّر عن رأيه بحريّة تامة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *