سجلوا عندكم

جوزف صايغ… مدرسةٌ  ما  دُونَها  النُّجُمُ

Views: 614

الياس حبشي

الى روح الصديق الصدوق، المفكر والشاعر الكبير الدكتور جوزف صايغ الذي توفاه الله في باريس في الخامس من تشرين الثاني الجاري 2020 رحمه الله. 

 

 

 

تغيبُ، جوزفُ، لا، فالخَالدُونَ هُمُ

مَنْ أَوْدَعُونا تُراثاً سَاحُهُ القِمَمُ

 

 

عَلَوتَ فِكْراً فما ضَاهَاكَ مَنْ سَبَقُوا

أوِ الأُلَى لَحِقُوا… يا الخَافِقُ العَلَمُ

 

 

ما قِيْلَ في كُتْبِكَ العِشْرِينَ مَفّخَرَةٌ

هُنَّ الغَوَالي فما مالٌ وما غُنُمُ

 

 

إنْ قلتُ: عُشْرُونَ لم أَقْصِدْ بها عدداً

قَصَدتُ فِكْراً  هو السَّلْسَالُ والدِّيَمُ

 

 

ما قلتُ قَبْلُ بَمَنْ صاغَ الكلامَ حِلَىً

بغيرِ  صَائِغِها ما افّتَوْتَنَ الكَلِمُ!!!

 

 

من “آَنَ كُولِينَ” أو قبلاً، وآَخٍرُها

مُذَكَّراتٌ  بها  الأيَّامُ  تَضْطَرِمُ!…

 

 

وبينَ  هَذَيْنِ  كَنْزٌ، ثَروَةٌ  عَمُرَتْ

طَابَتْ  مَعَانِيَ  وَاحلَوْلَى بها النَّغَمُ

 

 

تَوَاضُعٌ،  دَعَةٌ،  والقلبُ  مُنْفَتِحٌ

والدارُ أهلاً وسهلاً بالأُلَى قَدِمُوا

 

 

مَحَجَّةُ  الشعراءِ  الصَّحبِ  منزلُهُ

يَحلُو  المُقَامُ  لهم، يَبْقَوْنَ ما نَعِمُوا! . 

 

 

*

قالُوا  بأَنَّكَ تلميذٌ  لِذِيْ  عِظَمٍ

لا، أنتَ  مدرسةٌ  ما  دُونَها  النُّجُمُ

 

 

حُزْتَ  المَنَاصِبَ  في  أَرقَى  مُؤَسَّسَةٍ

تُعنَى  بِعِلْمٍ  وبَالتَّثْقِيفِ  تَتَّسِمُ!…

 

 

ومَرجِعاً  كُنتَ  بين  الأُلَى  ثَقِفُوا

وفي  المَشوْرَةِ  أنتَ  الرأْيُ  والحَكَمُ

 

 

وكُلُّ  هذا  ولم  تَأْبَهُ  لِمَنْ  مَدَحُوا

فَوَاجِبُ  البَذْلِ  ما  إِلَّاهُ  تَلْتَزِمُ ! . 

 

 

*

 

ثِنْتَانِ  قد  شَغَلَاكَ  العُمْرَ  أَجْمَعَهُ

زَحلَاكَ، باريسُ  حُبَّاكَ،  الهَوَى  الضَّرِمُ

 

 

فزحلةُ  الوَحيُ  يومَ  الشِّعرُ  في أَوَجٍ

مَغْنَىْ  الصِّبَا،. الذِّكْرَياتُ،  النَّخْوَةُ  الشَّمَمُ

 

 

باريسُ.عِشْقُ الأُلَى حَبُّوا  الجَمَالَ، هَوَوْا

حَضَارَةٌ  رَقِيَتْ  تَزْيَنُّها  القِيَمُ !!!… 

 

 

وَهْيَ  المَحَجُّ  لأَهْلِ  العلمِ  قَاطِبَةً

مُفَكِّرُوها  عَمَالِيقٌ  وما  وُصِمُوا

 

 

لم تُخْطِئَنْ صَاحِ، إِنْ تَجْعَلْ مُقَامَكَ في

باريسَ  بَعضَاً ، وبَعضاً مَنْ هِيَ الحُلُم ! . 

 

*

 

خَوفاً  عليكَ  كما  خوفاً  عليَّ  أنا

ما  زُرتُكَ  الصيفَ  ذَا  والدَّاءُ  يَحتَدِمُ

 

 

هَاتَفْتُ  مُعتَذِراً، كانَ  الجوابُ: أَجَلْ

لم  تُخْطِئَنْ، بَيتُنا  المَلْجَا  وَمُعتَصَمُ

 

 

لمَّا  سمعتُ :  وَبَاءُ  الموتِ  مُحتَدِمٌ

يَغْزُو  فَرَنْسا  وأَبْهَى المُدْنِ يَقْتَحِمُ

 

 

فَكَّرتُ  أَدعُوكَ  كي  تُمْضي  الشتاءَ هنا

خُذِلْتُ  وَقْتاً  ولن  يُجْدِينِيَ النَّدَمُ !!! 

 

 

وَاحَرْقَتي  ما  اتَّقَيْنَاهُ  هنا  حَذَراً

به  صُرِعتَ  وأنتَ  الثَّائِرُ  القُرُمُ

 

 

تَثُورُ  بالْكِلْمَةِ  النَّجْلاءِ  مَاضِيَةً

فكُلُّ  مَنْ  حَكَمُوا  لبنانَ  ما  حَكَمُوا

 

 

فَالأَجْنَبِيُّ  الذَّمِيمُ  الأَصلِ  يَحكُمُنا

سِرَّاً  وَجَهْراً  كَأَنْ  خَارَتْ  بنا. الهِمَمُ

 

 

وإِنْ  يُقَيَّضْ  لنا  في الحُكْمِ  ذُو شَرَفٍ

تَأَلَّبُوا  ضِدَّهُ  وَلْيَفْشَلِ  الحُكَمُ !!!… 

 

 

في  أَيِّ صَقْعٍ  تَرَى  الأَزْنَادَ  قد شُبِكَتْ

في  النَّائِبَاتِ  حَوَالَ  الحُكْمِ  وَالْتَزَمُوا

 

 

وعِنْدَنَا  الحَاقِدُونَ  التَّابِعُونَ  فَمَا

يَعنِيْهُمُ  وَطَنٌ، شعبٌ ولا  ذِمَمُ !!! 

 

 

لبنانُ  بَاعُوهُ  كُرمَى  المالِ  يَجْمَعُهُمْ

بل  ويَجْمَعُهُمْ  من  خَارِجٍ  قُزُمُ… 

 

 

صَدَقْتَ، يا  شاعري، إنْ  قُلْتَهُ : وَطَنٌ

بِنَاؤُهُ  مُسْتَحِيلٌ، بِئْسَ  مَنْ  هَدَمُوا !!! 

 

 

تَرَجَّلَ الفَارِسُ  المَكْلُومُ  من  غَضَبٍ

مَضَى  بعيداً  بعيداً  قَلْبُهُ  حِطَمُ !!!… 

 

*

 

إنْ  كنتَ  تَهْجُرُ  دُنْيَانا  فَوَاأَسَفِي

على كبيرٍ  بَكَاهُ   الفِكْرُ  والقَلَمُ 

 

 

يَشُقُّ ، صَاحِ ، بَأنْ  تَمْضِي  على  بُعُدٍ

عَمَّنْ  هي  السَّاحُ  والفُرسَانُ  ما  هُزِمُوا. 

 

 

مَشِيئَةُ  اللهِ،  يا   لَلْآهِ  أَمْ   قَدَرٌ؟؟ 

غِيَابُ  جوزافِ  جُرحٌ  ليس  يَلْتَئِمُ!!! 

 

 

ربّي  حَنَانَكَ  بالغَالِي  فَتَحضُنَهُ

فما  كَجُوزافَ  مَنْ  تَحلُو  به الشِّيَمُ

 

 

وَاهَاً  سَأَفْتَقِدُ  الغَالِي  وأُكْبِرُهُ

ما دامَ  لي  عُمُرٌ  أو  دَامَ بي نَسَمُ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *