«على فوقة»
خليل الخوري
«على فوقة»، وفي ضوء الاضطرابات في الشارع، أين وصلت عملية فرز الأصوات في الإنتخابات الرئاسية الأميركية؟ لقد مرّ نحو أسبوعين على الإقتراع ولا تزال النتيجة مُعلّقة، رسمياً، على الأقلّ فيما يدور جدال غير مسبوق بحجمه وخطورته بين الرئيس المقبلة ولايته على الإنتهاء دونالد ترامب والرئيس المُنتخَب (هل انتُخب فعلاً، ومن سيعلنه رئيساً مُنتخباً، ومتى؟) جو بايدن، ما ترك إنشطاراً خطراً في المجتمع الأميركي من خلال التظاهرات المؤيّدة لترامب وتلك المعارضة له والتي بات الشارع مسرحها، ما دفع الرئيس السابق باراك أوباما إلى التحذير من التطورات كون أميركا «منقسمة بشدّة».
فمن يُصدّق أنّ هكذا مشهداً يمكن أن نُعاينه في الولايات المتحدة الأميركية التي تحمل العصا الغليظة تُلوّح (وتضرب أحياناً) بها من تشاء في مختلف أنحاء العالم بإسم الديموقراطية ونزاهة الإنتخابات. ولنا خيرُ دليل في مأساة العراق وغزوه وسقوط مليون قتيل من أهله وتهجير الكثيرين منهم وخصوصاً المسيحيين إلخ… بل من كان يُصدّق أنّ الولايات المتحدة عاجزة عن إعلان نتائج إنتخاباتها الرئاسية هذه المدة الطويلة في زمن التكنولوجيا المتطورة؟ وفي وقت تُعلَن نتائج الإنتخابات العامة في دول الغرب، وحتى في بلدان تُراوح بين العالَمين الثاني والثالث، فور إقفال صناديق الإقتراع!
يتعذّر تصديق ذلك كلّه وإن كان مفهوماً ومعلوماً في بلدٍ، مهما تضخّمت عظمته وتعاظم جبروته وطغت قوّته، يتولى أمره رئيس مثل دونالد ترامب الذي حفلت ولايته، المُنتهية بعد شهرين تقريباً، بالعجب العِجاب سواء بإدارة البلد العظيم من خلال تغريدة مزاجية على حسابه على موقع Twitter، والطريقة الصلِفة في التخاطب مع ملوك ورؤساء وقادة دول، أو إقالة من لم يكن قد استقال بعد من أركان إدارته الذين طاولهم، واحداً تلو الآخر، التغيير والتبديل والبهدلة والتهزيء… وكأننا في جماعة «لعب العيال» ولسنا في حضرة مهابة الدولة العظمى.
حتى جون بولتون، الذي كان يوصَف بالبعبع، استقال من موقعه مستشاراً للأمن القومي، فواجهه ترامب بتغريدة قال فيها: «كان جون بولتون واحداً من أغبى الأشخاص في الحكومة الذين أسعدني التعامل معهم».
هذا هو الرئيس الذي قاد أميركا إلى… الفوضى.
(Ativan)