سجلوا عندكم

جان سالمة

Views: 489

سهيل مطر

 

بمناسبة صدور كتاب فيه

7/ 5/ 2010

 

ما عرفت جان سالمة ولا تعرفت عليه إلا في اللقاءات الأدبية والفكرية.

لم تجمعني به صداقة، ولا سمر الليالي الملاح، ولا العلاقات المميزة التي تجمع بين الأشقاء، هل تذكرون…؟

تخاله، وهو يسلّم عليك، كأنه صديق قديم، في مصافحته بعض العناق السرّي، وكأننا أخوة عتاق، والتقينا…

ينظر إليك بهدوء، بطمأنينة، في عينيه صدق الأطفال، ولا “شيطنة”… يبدأ الحديث وكأنه تمتمة صلاة. باختصار، بوضوح، ودون تصنّع… يجتذبك بصفاء كلماته، وكأنها نابعة من صخر لم يذلله اغتصاب، أو من نهر لم تلوّثه حداثات العصر…

ألتقيه فقط في ندوة، في توقيع كتاب، في حفل تكريم، ولا أحفظ من وجهه إلا علامتين هما:

عينان  تبحثان، تضيئان، تشعان، رغم النظارات… وتغوص فيهما؛ فلا تكتشف إلا البراءة والحبّ. الله كم هو شفّاف هذا الرجل، وكم هو غني بعاطفة المحبّة والأخوّة.

شفتان تتنقّلان بين الكلمات الحلوة والابتسامات الصادقة؛ جان سالمة لا يثرثر، بل ينقّط كلماته بحبر اللطافة والمحبة، وكم يختصر، حتى لكأنه بائع ورد وكل كلمة وردة.

تبقى علامة فارقة أتوقف عندها في شخصية جان سالمة: وهي لا تظهر للعين، بقدر ما يكتشفها القلب، وهي علامة الكَرَم.

ليس كرْمًا على درب هو. بل كرْمٌ مسيّج بالمناعة والموضوعية، فلا يدخله إلا أهل الإبداع والجمال.

يعرف هو، لمن يفتح الباب، ولا يميّز بين هذا وذاك. لا من حيث المنطقة أو الجنس أو الطائفة أو السياسة. بل يتوقف فقط عند الموهبة ومقدار العطاء. جائزته، لمن تعطى، كأنها تاج لا يتربّع إلا على رؤوس من سكبوا الكثير من العرق وسهر العينين، ودموع القلب والقلم.

بصدق أقول: جان سالمة، يستحقّ أن يكون هو المكرَّم إلى جانب من تكرّمه الجائزة: فالمكرَّم والمكرِّم، وجهان لقمر واحد، هو قمر النُبل والعطاء. وليسلم القلبُ واليدان.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *