سجلوا عندكم

قراءة حول قصيدة  “أنتظرُ منكَ وعدًا” لكلود ناصيف حرب

Views: 1115

سليمان يوسف ابراهيم 

قلب كلود ناصيف حرب

   مابين بحر وعود وشاطئ            انتظارٍ، لا يتعبه سَفرٌ!!

لحظة أَمسكتً بشراع انتظاركِ  شاعرتي؛ لم أجد قلبًا قد غدا أنقى من قلبكِ بمُناجاة الحبيب شاعرًا…. غمستْ سيدته شراينه والنبضَ بمتوقِّد المشاعر نحوه. حبُّها، ألفيته مُتفلِّتًا من سجن الزمان…هو حبُّ يجوب الدَّهر ماضيًا، حيث  تفيء الحبيبة إلى مظلة الوعود؛ وحاضرًا ممتدًّا إلى مستقبلٍ يستلقي إلى رصيف انتظارٍ لا عمق له إلَّا عند محطة تنفيذ الحبيب لكلِّ الوعود.

حبّها يجوب الزَّمان، يقطن شغاف قلبها ويستوطن عمرها بكلِّ دقائقه واللَّحظات… وهي؟ الحبيبة المُقيمة أبدًا على لهفة انتظار رسالته الخاصَّة، انتظارًا لا انقطاع فيه، ولا تعب منه!!

الإنتظار عندها دستور حياة؛ وكريَّات دم حبها الذي منها يغتذي قامةً ويرتوي نُضرةً، ومواعيد انتظار البَرِّ بمواعيد تزدحم على أرصفة السُّطور… من رسالته، إلى هديته ليمور قلبها سعادةً جراء هداياه الموعودة التي كانت قد أوصته أَن تكون حلوةً متميِّزةً عبيرًا، ساحرةً طلَّةً، جدّ رائعةٍ كهي!!

وكأنَّي بها توصيه، أن تكون باقاته مكتنزة بغَمر صفاتها حبيبةً مغتسلةً إخلاصًا ووفاءً!! فهي لا ترضى لنفسها هديَّةٍ من حبيبها، لا تُرضي نرجسيتها ولا تُشبع نهمها إلى اكتفاءٍ كامرأة. مُصرَّةٌ على حبيبها مُحذِّرنه من مغبَّة أن  يُسقطَ أيَّ تفصيلٍ من صفات الهديَّة!!

هو هذا ما تريده لنفسها الآن من حبٍّ تحياه صادقًا مُمطرةً حبيبها صدقًا من فيض جوارحها.

ما تطلبه كلود الحبيبة، وتطالب به حبيبها الآن له في تلافيف الذاكرة إجابةً، خبَّت فيها وعود الحبيب….

رصفت الحبيبة أمنياتهاعلى ضفاف الماضي وعودًا، في حقل مُعجميٍّ للأفعال بصيغة الماضي تخلَّلت تعابيرها: تسابقنا، كانت تموج، قلت لك، فاحت… وهي، تريد للحبّ الذي تحياه وتشعر به؛ أن يعمَّ قلوب بشريَّةٍ بأسرها. نرجسيَّةٌ هي في طلب الهديًة؛ وفي تمسُّكها بالحبّ، غير أنَّني ألفاها غبريَّةً في طلب أن يحيا الحبيب حبًّا حقيقيًّا، قُدِّرَ لها أن تفوز به . تريد للغرام المُتَّصل أن تنتقل عدواه وتعُمَّ أنفاسه جمعَ المُحبِّين!!

فبعد ان كنز الماضي لقلبها المُنى وعودًا كما اسلفتّ، ترى أنه على ااحبيب الوفاء بوعوده حاضرًا وما أنى من زمان، لأنه وإن وقفت هي في محطة انتظار، فالمكان لربٌما يُمسك بمرسح الوعود غير أنَّه عاجزٌ عن الإمساك بفتوة العمر لتنعم بوعودٍ تتجسد في ما شاءت المماطلة من مواقيت….

فالشَّاعرة الحبيبة تطالب  حبيبها بصيغة الأمر: “إبقَ على وعدكَ/ إبقَ كي يزورُنا القمر في كلِّ مساء”. وهي  على ثقةٍ من وفاء الحبيب، مُصرَّة على انتظار؛ ناثرةً القصائد عطورُا وناشرتها أشرعةً عامرةً بأصداء حبِّها لحبيب. لا تخشى أن تتدثَّره مرايا الغياب؛ غير واجفةٍ من الوقوع في جُبِّ ملل الإنتظار.

ما بين وقوفي على شرفات وعود قُطعَت لكِ كلود ناصيف حرب  الشاعرة من حبيبٍ؛ وقراءتي في دفتر أيَّامك وعودًا مُنجزة؛ موقنٌ أنا، أن كفّة ميزان سعادتك والرّضى طابشٌ صافح.

***

 

أنتظر منك وعداً

 

كلود ناصيف حرب

لا تنسَ…

أقترب منّي قليلا ..

دعني أخبرك عن كل شيء.

عن الحقيقة…

عن أحلامي…

وعن آمالي

في كل يوم انتظر منك

 رسالة خاصة ..

أنتظر زيارتك..

أنتظر منك وعداً ..

كلمة ..

هدية جميلة ..

 الله كم تكون عظيمة ..

حين تكون عنك كل هذه التفاصيل

حين تسعدني بمحبتك

حين تكمل مسيرتك نحو غابة الزهور…

أتذكر كم مرة قلت لك:

أريدها مميزة

حلوة… ساحرة… ورائعة

اردتها ان تكون الافضل والأروع.

..

أتذكر حبيبي

كم تسابقنا مع فراشات الربيع وأزهاره؟

كانت تتردّد في موجات الأثير

كلمات من اعماق الحب..

اتذكر كم مرة قلت لك:

أريدها مميزة

لتبقى عصافير الحب تغرد فرحة؟

أتذكر كم فاحت من غابتنا روائح العطر والياسمين؟  ..

أبقَ على وعدك

ودعني اقطف من غابتنا باقة من حب وأشواق ..

ابقَ كي يزورنا القمر في كل مساء

وينقل عدوى الغرام الى كل مكان ..

وسأبقى هنا انشر رسائل وقصائد

لم يقل مثلها أحد حتى الآن ..

وأتغنّى بصوت الحب الصافي

من هنا والى العالم كله.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *