سوسن صالح في “لم أعد أنا” تخطو بشفافية السحر على قارعة الأدب

Views: 1324

أمل ناصر

“لم أعد أنا” ، كتاب لسوسن صالح، يحتوي على خمس قصص قصيرة ، خطت فيها المؤلفة خطوة مدهشة نحو الأمام، وقد أفلحت في فتح قلبها وعقلها على رحابة الرؤية وسعة الأفق.

ويتنوّع المكان في هذا الكتاب بين الواقعي والمفترض والحقيقي والمتخيّل، مما ساعد في تأسيس حراك نحو الخلق والإبداع . وقد ألزمت الكاتبة نفسها شفافية النظرة وموضوعية الطرح واستخدمت كل الأدوات السردية واللغوية بحميميةٍ صادقة ودفقٍ إبداعي جميل.

أمل ناصر

 

دخلت الكاتبة في وجدان أبطال قصصها والتصقت التصاقًا حميمًا بالمجتمع، ورسمت خارطة العالم، طبيعيّة عذراء دون خطوط، فمنحتنا الحق فيها جميعًا بلا ألوان ولا أسلاك شائكة. وقد أدهشنا الوضوح في الطرح والبوح والكشف عن المستور ، ما يمنح النص صدقية التجربة وواقعيتها.

في قصتها الاولى “القصر” جاءت جمل سوسن ، قصيرة ومكثّفة، تتدفق بتلاحقٍ متماوجٍ إيقاعي، يظهر اكتنازًا في قاموس الإبداع اللغوي. وقد كتبت بأسلوبٍ سلس يعجّ بالاستخدام الراقص للمفردات.

سوسن صالح

 

“أم جابر” قصة رائعة ، لفتتني تعابيرها وحبكتها، فجاءت جريئة فيها نبش للمشاعر، وقد عبّرت عنها شخصيات هذه القصة ببوح شديد لا نستطيع فيه التقاط أنفاسنا إلا بعدما تدهمنا نقطة الترقيم مؤذنة بانتهاء الجملة. وكم تراقصت المشاعر جذلى في قصة “طليقة” ، فكأنما تنشد الأرض تراتيل الفرح التي لا يملك المرء إلا أن يظل أسيرها.

أما في قصة “فتاة القطار” فقد ارتدت الكاتبة عباءة الخصب ، وشرّعت أبواب الندى إكرامًا للأدب، ووقَّعت صكوك الحب والعطاء ، فأدركت السعادة في مساحات الهوى.

سوسن صالح، الشاعرة المبدعة، عهدناك متألقة في سماء الشعر، ونراك اليوم محلقة في فضاء القصة، كما نرى المجد يعدو فوق حروفك، وبوحك  فهنيئًا لك مولودك الجديد، ونبارك لك خطوتك على قارعة الأدب منتظرين منك المزيد من الأبداع الأدبي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *