سجلوا عندكم

الشعب السلبي

Views: 913

خليل الخوري 

وصف ديبلوماسي أوروبي غربي الخطاب السياسي في لبنان بأنه، (وأنقل كلامه حرفيا):  «مبني على الأحقاد والضغائن، ومرتكز على الكثير من المصالح الشخصية، وبعيد عن المصلحة الوطنية، لأن منطلقه المصلحة الذاتية الضيقة… أما الطائفية والمذهبية فحدث ولا حرج، وأما البعد عن الحقيقة فظاهر في كل جملة كي لا أقول في كل كلمة… « واستدرك قائلاً: «هذا عموماً باستثناء قلة نادرة».

لم يطل الحوار  في هذه النقطة بين الديبلوماسي والحضور في اللقاء الضيق الذي كان على قاعدة المجالس بالأمانات لأن الرجل أسهب في تحليل أربعة مواقف لأربعة سياسيين من اتجاهات سياسية مختلفة.

وكان في تقديره أن هكذا خطاباً سياسياً لم يعد يسري في العالم كله تقريباً لان هموم الناس في مكان آخر.

ولاحظ ان اللبنانيين «يتميزون بسلبيتين». الأولى انهم يتبنون «عالعمياني» ما يقوله الزعيم. والثانية ان همومهم الحياتية، وما أكثرها، يؤجلونها ويجدون للزعيم ألف مبرر وسبب في  التقصير عن تلبيتها، والأنكى أنهم اعتادوا على أن يعلقوها على الخصم السياسي لدرجة أنه يخيل الى المراقب أنهم يكرهون أنفسهم على تصديق ما لا يمكن تصديقه في أقواله.

ولفت الى أن المصلحة الذاتية موجودة في العمل السياسي في البلدان والأنظمة كلها، ولكنها ليست كما هي عند متعاطي السياسة في لبنان، حيث يستطيع الزعيم أن يذيب مصلحة الوطن في مصلحته الذاتية من دون أن يرف له جفن، ومع ذلك لا يخشى أي ردة فعل من الأنصار والأتباع.

وفي تقدير الديبلوماسي أنه لو عانى أي شعب ما يعانيه اللبنانيون من كوارث وأزمات مصيرية، وتكاد أن تكون وجودية، لكان دفع بالقياديين الى الانعزال في منازلهم،  أقله تهيباً أن لم يكن خجلاً، «ولا أقول احتراماً للناس»،

وسئل الديبلوماسي الغربي ما إذا كان يزود مرجعياته بهذا الواقع الذي أسهب في توصيفه؟

فأجاب: صدقوني ان رئيسي ومعاونيه يعرفون بالحال عندكم أكثر مما يعرف بها اللبنانيون أنفسهم.

وعندما سئل: وما هو الحل؟ تمنع عن الجواب، مكتفياً بالقول: هذا ليس شأننا، فقط نحن نكتفي بإسداء النصح، اما القرار فهو للبنانيين أنفسهم. وتوقف قليلاً قبل أن يضيف: في ربيع العام المقبل لديكم استحقاق انتخابي، وقدرة الشعب اللبناني على أن يقرر مصيره. وأنا أجزم بأن هذا الاستحقاق سيكون الأكثر أهمية في تاريخكم البرلماني.

قيل له: ماذا تتوقع؟

قال: لو كان السؤال: ماذا تأمل؟ لكنت عبرت عن آمالي الشخصية وأماني بلدي العريضة، أما ماذا أتوقع؟ فأقل من القليل.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *