سيناريوات البديل
خليل الخوري
يبدو الطاقم السياسي اللبناني محظوظا بفضل اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم اكمال مسار تأليف الحكومة، اذ بات متوقعا ان يدوزن الاتحاد الاوروبي سيمفونية العقوبات على اصابع بيانو تشكيل الحكومة الجديدة. على طريقة «من رابع وجديد». اي انها فرصة سماح جديدة امام هؤلاء السياسيين الذين يأتيهم «حج الخلاص» من حيث يدرون أو لا يدرون!.
الا أن هذا، على أهميته، مجرد تفصيل. اما الأساس فاستعارة من وليد بك جنبلاط عبارته الشهيرة: الى أين من هنا؟
الجواب أجوبة، وفي كل منها خلفية تراوح بين التشفي والأمنية، وبين الواقع والخيال.
يتحدثون عن بضع سيناريوات نورد بعضها هنا في الآتي:
اولا – يقال انه من المستبعد التوصل الى التفاهم على شخصية سنية تقبل ان تخوض هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر، وأن عدم توافر هكذا شخصية ستدفع بعجلة الحكومة البديل الى الدوران في دوامة الفراغ القاتل، أقله الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة في شهر نوار المقبل.
ثانيا – واستطرادا، – اذا لم يبادر المرشحون الى الاعلان عن انفسهم، مباشرة او عبر من يرشحهم، فإن الرئيس ميشال عون لن يدعو الى الاستشارات الملزمة.
ثالثا – بات أكيدا ان السقف الذي رسمه الرئيس سعد الحريري لم يعد في امكان اي من الطامحين الى نعيم السراي الكبير أن يتخطاه، وهو ما يؤكد على احتمال ان يطول البحث عن مرشحين جديين، ويطول التأخير في تعيين موعد الاستشارات، وأيضا الدوران في الحلقة المفرغة.
رابعا – يمكن أن يدعو الرئيس ميشال عون الى استشارات، ولكنها ستكون من باب رفع العتب، اذا لم يتم التوافق سلفا على مرشح أو اثنين. والمقصود بالمرشح من يكون مؤهلا لهذا الموقع الرفيع في الدولة اللبنانية، باعتبار ان الدستور لا ينص على الترشح بالمعنى الكلاسيكي للكلمة،لا قبل الطائف ولا بعده.
خامسا – يقول بعضهم ان «الترويكا» (فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية) التي اجتمع وزراء خارجيتها، قبل ايام، في ايطاليا قد تتفق على تزكية اسم احدى الشخصيات السنية، وان الجميع في الداخل سيمشون، وأن حزب الله لن يعارض، وقد يذهب الى عدم منح الثقة ليس الا… وبالتالي فإن روسيا والصين لن تعارضا. وان الفاتيكان سيبارك.
خامسا – آخر الدواء الكي. ويفسرون هذا المثل بالقول انه في حال فشل ما تقدم أعلاه كله فثمة نية الى حكومة برئاسة شخصية عسكرية سنية متقاعدة مشهود لها بالعلم والثقافة والتفوق في اكبر وأهم المعاهد العسكرية في العالم، وبالذات في الولايات المتحدة الاميركية، وهي على مسافة واحدة، حقيقية، من الجميع.