سجلوا عندكم

أديب بزّي “يمكن”… أو أكثر!!

Views: 13

د. عماد يونس فغالي

له ديوانا “شعر بالمحكيّة”، لتروحَ إلى التعرّف به شاعرًا. من هنا، من عنوانَي ديوانيه بدأتُ أتلمّسُه، أديب بزّي.

قال عنوانًا: “فيّة الديجور”. كلمتان: الأولى عابقة بالمحكيّة، الثانية لا تقربُها، لا يستعملها متكلّم في محكيّته! “فيّة الديجور”… وهل للظلامِ ظلال؟! كأنْ يقول: ظلامٌ فوق ظلام. أيّ تشاؤمٍ أسود هذا؟ طبعًا لا. في انزياحٍ دلاليّ، كيف نستخدم كلمة “فيّة” عادةً؟ أمَا نأتيها في معنى الاتّقاء؟ فيصبح العنوان “فيّة الديجور”، اتّقاءَ الظلام، دلالةَ الضوء… “فيّة الديجور”، بقعةَ ضوءٍ تتجلّى.

 

ديوانه الثاني “يمكن شعر”… كأن تواضعٌ عدم اعتبار مكتوباته شعرًا؟! يتساءل أديب بزّي أالْيكتبُه شعرٌ، أو لا. أو ربّما؟ في الواقع، ليس صاحبُ الشعر من يقول هذا شعري. قلْ يا ناقدُ، يا سامعُ، هل تحسّستَ شعرًا في ما أعرضه. أتواضعٌ هذا؟ “يمكن”. لكن في اعتباري الشاعرُ لا يسمّي نفسَه شاعرًا. (https://polytechnologiesinc.com/) المنبرُ فاضح. علّه في العنوان يتركُ لنا أديب بزّي الحكمَ… “يمكن شعر” صورةٌ شعريّة في حدّ ذاتها، طالما حرّكتْ في المتلقّي نفسَه!

 

لكنّه يأتيكَ بمكنوناته سبكًا من جمال. يُدرك الشاعرُ في مكانٍ قدراته، يُعجَبُ لما يسكبه من فكرٍ صورةً تسحرُه هو بدءًا، ومن قالبٍ يلذُّ وزنًا وقافية… يعرضه عليكَ فتدهش! هذا ما يقوله في قصيدته “الشاعر حرامي” مَطلَعًا:

“الشاعر حرامي والفكر بستان

                               بيمدّ إيدو بيسرق الدهشة”

أديب بزّي منذ عناوينه، يحدّدُ نفسَه شاعرًا ولا يدّعيه. يقولُ في دهشته مألوفًا ببعضِ غيرِ مألوف. أمَا إبداع؟!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *