سجلوا عندكم

العاجز

Views: 721

خليل الخوري

 

إننا في صلب النظام العاجز. ولعلّه كان الأجدى بنا أن نطلق عليه تسمية «النظام ولّاد المشاكل والأزمات». ولو شئنا أن نعدّد مواطن عجز هذا النظام اللبناني لأمكننا السرد الطويل الطويل الطويل…

لنبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية. ولقد بيّنت التجارب أنه في حال تعذّر انتخاب الرئيس ضمن المهلة القانونية للاستحقاق، وأياً كان السبب، فإن نظامنا عاجز عن ايجاد الحل. وفي الدورتين الانتخابيتين الرئاسيتين الأخيرتين بقي لبنان من دون رئيس، في فراغ رئاسي قاتل نحو أربع سنوات، وكان النظام مستسلماً لهذه الثغرة، وكأنه غير موجود، ولولا مؤتمر الدوحة حيناً، في تسوية تمت صياغتها خارج البلد، وتسوية داخلية لا تركب على قوس قزح حيناً آخر  لبقي لبنان من دون رئيس حتى الآن… وليس في النظام أي ملامح للحل في مواجهة هكذا حال بالغة الخطورة والضرر…

وليس الوضع بأحسن حال بالنسبة إلى تشكيل الحكومة في مراحله كافةً… فالوقت الذي ُهدر في عملية التأليف هو ثمين جداً كي  يُهدر من عمر البلاد والعباد، من دون أن يكون النظام  صاحب حق، أو قدرة، على أن يقول كلمته في مواجهة هذه الآفة التي باتت أحد معالم حياتنا السياسية الوطنية…

ولا نود، هنا، أن ندخل في الكثير من الأمور التي يجهلها أو  يتجاهلها النظام فتغيب عن نصوصه غياباً كاملاً، لأننا لا ننظر إلى هذه المسألة المهمة بمنظار السياسات الضيقة وزواريبها القذرة وملفاتها النتنة… كما لا نريد، بأي حال من الأحوال، في هذه المرحلة الحسّاسة بالذات، أن نتحدث عن العجز في قضية الصلاحيات إلخ… فقط نريد أن نقول إن البلد يعاني، مع هذا النظام مثل معاناته مع أربابه… مثلًا، ماذا يفعل النظام إزاء تعطيل مجلس الوزراء، سيّان أكان المعطِّل رئيس الجمهورية  أم رئيس الحكومة أم مجموعة من الوزراء… وهل كل تعطيل  هو ميثاقي بالضرورة؟!. ومَن يحدّد الميثاقية؟!.

في أي حال الغاية من هذا الكلام هي فقط للتأكيد على أن من أسباب التعثر أمور أساسية تعود إلى صلب النظام، إضافة إلى فقدان الحس الوطني لدى الكثيرين من أبناء هذا الجيل السياسي الهجين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *