سجلوا عندكم

نجمةٌ ذاتَ مساء

Views: 707

إيمان ريدان

لم أكن أدري أنّ نجمة المساء ما زالت في مداراتنا، غير محتجبة بعد، خلف غيوم الخريف. هو ليس تقصيرًا منّا في تأمّل بهائها غير المنطفىء، بالرّغم من المسافات الضّوئيّة. ولكنّّه انشغال بمسارات أرضيّة، النّور فيها مفتقد.

هل يراك أيّتها الوادعة جائع لم يشبع؟ أو يناجيك عاشق أنسته الهموم فيضان المشاعر؟ أم ما زال يتطفّل عليك عبر منظار كبير، وجهتُه السّماء، شبابُ الجامعات في ليلة تزدحم فيها المضيئات على قمم جبال لبنان، علّهم يوسعون آفاقهم في صنع الأحلام؟ ربّما، لم يعد لدينا أيضًا مثل هذا التّرف.

أصابنا الوباء إذ لم نتحصّن. غزت العتمة دروبنا والمفارق. ولم يعد لدينا رجاء إلّا ملعبك يا أُنسَنا. ميدانٌ قيل إنّه مليء بالرّحمة والرّجاء، ونحن منذ صغرنا نخشى أن نمدّ  الإصبع ونبدأ بالعدّ، لعلّنا منذ أن خفنا وصدّقنا الخرافات والأقاويل استسلمنا إلى حسابات الآخرين، وهجرنا خيالنا المجنّح بالآمال والطّموحات.

لا تُظلمي يا سماءنا فتَظلمي. إن اعتمتِ هنا، ترفّقي بدروب أحبّتنا هناك، أينما تفرّق شملهم في هذه الأيّام الثّقيلة. ولا ينشغل بالك فينا، باقون في هذه الأرض التي باركتها الكتب السّماويّة في بطونها منذ غابر الأزمان، وما قرأها أتباعها إلّا آياتِ ظلم وتفرقة وكره، لا بدّ من أن يتغيّر القرّاء والسّامعون والهاتفون، وإلا فلنبتكر كتبًا أكثر رحمة ومحبّة.

قليلًا وتنجلي العتمة، ويأتينا ضوء قمر ، فتطمئنّ نجمة المساء. أصبحت الحارسة والمحروسة معًا، ونحن بسلامها لمهتدون.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *