القصة الغامضة المصدر
سليمان بختي
هذه القصة القصيرة سحرتني عندما قرأتها لأول مرة على مدونة الصديق عباس شمخا فسألته عن المصدر فأفادني أنه بدوره قرأها في مجلة “البيان” بتاريخ 26 أبريل 1921 إذ وردت في مقالة للصحافي علي عبيد الهاملي، ولا إشارة لمصدرها.
وفي النص جاءت القصة تحت عنوان “الحجم الطبيعي” وتحكي عن الشك واليقين، الوهم والحقيقة، السارق والمسروق، الظن والاحتمال، الظن والإثم، إطلاق الحكم أو التبصر بالنتائج.
تشبه هذه القصة أجواء دوستويوفسكي في تصويره للصراع الداخلي بين الظاهر والباطن وبين ما تراه العين ويحدسه القلب ويبيّنه الواقع.
الحجم الطبيعي
“فقدت فأسي، فاشتبهت بجاري وظننت أنه قد سرقه مني. رحت أراقبه باهتمام شديد. كانت مشيته مشية سارق، وكلامه كلام من سرق فأسي. وحركاته توحي أنه سرق فأسي. أمضيت تلك الليلة حزينًا ساهرًا لم أعرف النوم متفكرًا بأي طريقة سأواجه جاري السارق.
في الصباح عثرت على الفأس. كان ابني الصغير قد جرف فوق الفأس كومة من القش وهو يلعب.
نظرت إلى جاري في اليوم التالي فلم أجد فيه شيئا يشبه سارق فأسي. لا مشيته ولا كلامه ولا إشاراته. (Xanax) وجدته كالأبرياء تمامًا. فأدركت أنني أنا من كان اللص. لقد سرقت من جاري أمانته وبراءته وذمّته. وسرقت من عمري ليلة كاملة أمضيتها مهمومًا ساهرًا مؤرقا أفكر كيف أواجه جاري”.