مونداي مورنينغ

Views: 375

زياد كاج

 

   مهنة الصحافة في لبنان خلال الحرب الأهلية كانت بالفعل “مهنة المتاعب والأخطار” دون الحاجة للبحث عنها. وخسرت الصحافة والعمل الصحافي بين عامي 1975 و1990  لقب “السلطة الرابعة” بعد أن جرّتها الحرب للانخراط في آتون صراعاتها فصارت “صحافات” ووسائل إعلامية تتبادل نار التصريحات والمقالات و”المانشيتات” كما تبادل المقاتلون نار الرصاص والقذائف والسيارات المفخخة.

   سالت دماء كثيرة وحبر أكثر.

    في روايتي  الجديدة التي ستصدر عن “دار نلسن” بعنوان “مونداي مورنينغ” (2022)، حاولت سرد تجربتي في مكاتب تلك المجلة الناطقة باللغة الإنكليزية التي كان يملكها نقيب المحررين ملحم كرم. كانت بيروت منقسمة بين “غربية” و “شرقية”. خلال تجربتي القصيرة في المجلة تعرفت على بعض أسرار تلك المهنة وكانت لي معارف وصداقات أثمرت واستمرت حتى اليوم. أردت نشر قصائدي الأولى فتحولت الى مترجم  والى صحافي تحقيقات ميدانية أوصلتني الى قرية أول شهيد للاستقلال لا تعترف به الدولة.

    ليست مهنة الصحافة المادة الوحيدة في الرواية. حاولت قدر المستطاع رسم شخصيات ومواقف وأحداث حصلت فعلاً، مستعيناً بذاكرة شخصيات عايشت تلك التجربة، ومستخدماً أسلوب الكوميديا السوداء لإيماني أننا اليوم بأمس الحاجة للضحك الساخر ولو من أنفسنا. ففي الأمر الكثير من  الواقعية والإيمان بالحياة والتنفيس عن الذات.

   التحدي الكبير في تجربة “مونداي مورنينغ” كان عندما قرر النقيب كرم بعد “اتفاق الطائف” وفتح المعابر،  إغلاق مكتب الوردية القريب من المصرف المركزي الى الأشرفية حيث اكتشفنا عالماً وناساً مختلفين. تلك النقلة جعلتني أقتنع أننا كشعوب وطوائف في هذا البلد الصغير لا نعرف بعضنا. وربما لا نريد.

   خلال استقباله لوفد من الصحافيين في القصر الجمهوري، بادر الرئيس شارل حلو مرحباً:”أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني لبنان”.

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *