الحرب الباردة – الجزء الثاني: هل يشهد العالم صعود نجم “القيصر الروسي” أم سقوطهِ إلى الأبد؟
المحامي معوض رياض الحجل
مع أندلاع الازمة الأوكرانية مؤخراً، بدأت القنوات الأخبارية العالمية والصالونات السياسية تستخدم من جديد مُصطلح “الحرب الباردة” كدليل على الصراع المُتجدد على كل الصُعد بين الدول الكبرى المُتصارعة. ولكن الاكيد أن أطراف الحرب المُسماة باردة أصبحوا كُثر ولم يعد الأمر محصورًا بالادارة الاميركية والكرملين أي خروشوف وكيندي… الكُل هذه المرة يُريد المُشاركة وبقوة في الحرب الباردة طمعاً بمكاسب ما، أكانت سياسية أو عسكرية أو أمنية أو حتى اقتصادية. أما بالنسبة إلى الادارة الاميركية وحلفائها فالعدو الابرز والاوحد الان هو “الدب الروسي” الذي لا بد من نحرهِ من الوريد إلى الوريد وتقاسم المغانم والثروات.
بالعودة إلى مصطلح «الحرب الباردة» لم تعتاد البشرية على أستخدامهِ إلا ابتداء من شهر نيسان من عام 1947. إذ قام بصياغتهِ، برنارد باروخ، المليونير الأمريكى الشهير، والمُستشار لعدة رؤساء جمهورية، بداية من ويلسون، حتى ترومان، لوصف العلاقات الدولية الباردة بين دول محور الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ففى سياق خطاب ألقاه أمام مجلس نواب ولاية كارولينا الجنوبية، وصفَ باروخ العلاقات الأمريكية- السوفياتية عقب أنتهاء الحرب العالمية الثانية، بالقول: «دعونا لا نخدع أنفسنا… نحن نعيش اليوم في خضم حرب باردة».
من هذا المنطلق، توافقت مُعظم الأدبيات السياسية على أعتبار أنتهاء الحرب العالمية الثانية، اشارة الانطلاق لولادة حرب من نوع جديد، الحرب الباردة الطويلة الامد. فقبل أن تسكت نيران المدافع وتنتهي المعارك العسكرية الضارية، أتسعت فجوة الثقة بين موسكو وحلفائها الغربيين أكثر فأكثر. ومن ثم، أندلع التباين الكبير بينهما حول قضايا مُتعددة، من أبرزها: حصار برلين، وإعلان مبدأ ترومان عام 1947، ثم مشروع مارشال الانمائي، وتأسيس الحلف الأطلسى عام 1949، واللذين كانا يُشكلان ذراعين اقتصادي وعسكري لمبدأ ترومان. ومن بعد ذلك توالت الحروب والنزاعات عن بُعد بين الادارة الاميركية وموسكو على أراضي مُختلف الدول والقارات.
فعلى خلفية تنامي مؤشرات الارتياب بين موسكو والغرب، جراء التضخم المُفرط في ترسانتهما العسكرية وقوتهما الاقتصادية، حاولت الأدارة الاميركية كسب الحرب من خلال إشعال حدة المواجهات العسكرية الطاحنة بين ستالين وهتلر بهدف أضعاف قوتهما العسكرية والاقتصادية المُزعجة جداً للغرب. ولم يحل تضامن الادارة الاميركية مع الكرملين، في خوض الحرب ضد عدو مُشترك أي النازية، دون مُباشرة كليهما للأنشطة التجسسية ضد بعضهما البعض. ففى حين اطلقت الادارة الاميركية، في شباط من العام1943، أستراتيجيتها السرية للتجسس على مشاريع السوفيات العسكرية والتوسعية، والمعروفة بإسم «فينونا»،أطلقت موسكو، بالتزامن، مهامها التجسسية السرية على «برنامج منهاتن»، لتصنيع الرؤوس النووية، الذى تقودهُالادارة الاميركية بالتعاون الوثيق مع بريطانيا وكندا. وفي أثناء شهادتهِ لاحقاً لدى مكتب الحرب بلندن عام 1950، أقر، كلاوس فوكس، وهو أحد العلماء الألمان العاملين في البرنامج، بنقل أسرار نووية خطرة جداً إلى السوفيات عام 1943.
النزعة الغربية العدائية
في غضون ذلك، أستشعر، جوزف ستالين ومن خلفهِ مجلس السوفيات الاعلى، كما أستشعر مؤخراً الرئيس فلاديمير بوتين تنامياً تدريجياً مُبطناً وسريعاً في النزعة الغربية العدائية حيال الاتحاد السوفياتي وحلفائه. حيث تم رصدَ أتصالات سرية للتفاهم بين الغرب وألمانيا النازية بمنأى عن موسكو، كما وصلت إلى ستالين معلومات حول نقاش بريطاني- أمريكي، بشأن ضرورة التنسيق مع النازيين لتوجيه ضربة قوية موجعة للاتحاد السوفياتي، الأمر الذي غذّى الهواجس الستالينية لجهة استغلال الحلفاءالترسانة العسكرية السوفياتية العملاقة بهدف دحر اليابانيين على الجبهة الشرقية، وكبح جماح أدولف هتلر في جبهة الغرب.
أعتبر جوزف ستالين أن استخدام الادارة الاميركية للسلاح النووي، للمرة الأولى في تاريخ البشرية، ضد مدينتي هيروشيما وناكازاكي في آب 1945، غير المُبرر سياسياً أو أستراتيجياً، سبباً لوقوع الاف القتلى والجرحى، خاصة أن الامبراطورية اليابانية كانت على وشك أعلان الاستسلام. مخاوف ستالين من نوايا الادارة الاميركية الحقيقية بشأن الهيمنة الكاملة على عالم ما بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية دفعته للعمل بجهد كبير من أجل تصنيع السلاح النووي الرادع، وقد تمكن الاتحاد السوفياتي في العام 1949 من كسر الاحتكار الأمريكى لهُ. لكن ذلك، لم يمنع الدبلوماسي الأمريكي المُخضرم، جورج كينان، عام 1946، من التكهن بأن تفضي الأزمات الهيكلية والمُشكلات البنيوية داخل جمهوريات الاتحاد السوفياتي، إلى تفككه وإنهيارهِ، عاجلاً أم آجلا. وهذا ما حصلَ فعلاً في العام 1991 مع تفكك الاتحاد السوفياتي وأنفصال عدة جمهوريات ومنها أوكرانيا موضوع الصراع الحالي بين الدول الكبرى والتي تُعتبر ضحية يتم أستغلالها من كل الدول لتحقيق المكاسب وربح المعارك على جثث الاطفال والنساء والرجال.
لطالما شعر السوفيات عقب انتهاء الحرب بوجود خداع استراتيجي من قبل الشركاء الغربيين، أنعكس جلياً في مُفاوضات تقاسم الغنائم عقب هزيمة دول المحور. فما إن عُقد مؤتمر موسكو الرابع، بمشاركة جوزف ستالين وتشيرشل، لتوقيع أتفاقية تقاسم مناطق النفوذ بين بلديهما في منطقة البلقان، والتي على إثرها بسط ستالين هيمنتهُ على أوروبا الشرقية، حتى تعاظم أمتعاض الادارة الاميركية. وأثناء المؤتمرات التي عُقدت مع قرب أنتهاء الحرب، بغرض وضع كافة ترتيبات المرحلة التالية، تفجرت الخلافات بين الحلفاء. فإبان مؤتمر يالطا لتقسيم ألمانيا في شباط 1945، برزت تباينات بين الاتحاد السوفياتي وباقي الحلفاء الغربيين، أبرزها حول طبيعة نظام الحكم المُرتقب أعتمادهُ في بولندا. (https://pongsak-clinic.com)
في تموز من العام 1945، عقب مؤتمر بوتسدام، رفضَ الحلفاء الاقرار بشرعية الحكومات التي أقامها ستالين في كل من رومانيا وبلغاريا، أو ترسيمهِ للحدود الغربية مع بولندا. بدورهِ، رَفضَ ستالين السماح للحلفاء بالاشراف على الانتخابات بدول أوروبا الشرقية، التي ساهمت تضحيات الجيوش السوفياتية في تحريرها من نير أدولف هتلر والنازية. كذلك، أخفق الحُلفاء في التفاهم حول كيفية تقسيم غنائم الحرب من تركة ألمانيا النازية واليابان. حدة الصراع أحتدمت على مصير العاصمة برلين، فقُسمت بين شرقية خاضعة لسيطرة السوفيات، وغربية من نصيب الدول الغربية الكبرى أي أميركا وبريطانيا وفرنسا. وأزدادت حدة التأزم مع تكثيف السوفيات جهودهم لإخراج القوات الغربية منها، تمهيداً لضمها إلى فلك الاتحاد السوفياتي.
مشروع مارشال
من أبرز أسلحة الحرب الباردة مشروع مارشال، أو برنامج التعافي الأوروبي، الذي أستمرَ لمدة أربع سنوات أي من العام 1947 الى العام 1951، بكلفة وصلت إلى حوالي ١٧ مليار دولار أميركي، هدفهُ بناء عوائق لايقاف المدّ الشيوعي في دول أوروبا الغربية. وقد حاولت الأدارة الاميركية في البداية أقناع دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي للاندماج في مشروع مارشال، لكن موسكو رفضت الامر بشدة، وضغطت على حلفائها بأوروبا الشرقية لمُقاطعتهِ. إذ كانت تعتبرهُ حصان طروادة لتسهيل تدخل الادارة الاميركية في شؤون القارة العجوز، أي أوروبا، كونهُ سيقسم خارطة العالم إلى قسمين: أحدهما ديمقراطى اشتراكي تتزعمهُ موسكو، والآخر إمبريالى استعماري غربي، تقودهُ الادارة الاميركية. وقدم وزير الخارجية السوفياتي، في حينها، فيتشسلاف مولتوف، خطة تنموية بديلة عن مشروع مارشال، مخصص لدول الكتلة الشرقية، وإن لم تكن بنفس قوة مشروع الادارة الاميركية وأهميته، أي مشروع مارشال.
«الستار الحديدي»
بموازاة سباق التسلح الاستراتيجى، أنبرت واشنطن دون هوادة في مُحاصرة وأستئصال الشيوعية، وحشد دعم الحلفاء حول العالم. في المقابل، شرعت موسكو في دعم وتطوير الأحزاب والهيئات الشيوعية، في كل أصقاع الارض، لإقامة أنظمة أشتراكية لمُجابهة الأنظمة الرأسمالية. وبعدما تبين لهُ نجاح الاتحاد السوفياتي في التوغل الأيديولوجي في ربوع القارة العجوز أي أوروبا، أطلق رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، في برقيتهِ للرئيس الأمريكي هاري ترومان، يوم 12 أيار من العام 1945، مُصطلح «الستار الحديدي»، ليُعبر عن تقسيم العالم إلى مُعسكرين: غربي بقيادة الولايات المُتحدة الأمريكية، وشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي. وعلى إثر ذلك، أندلعت عدة أزمات دولية بين المُعسكرين ،أبرزها: حصار برلين 1948ــ1949، والحرب الكورية 1950ــ 1953، وحرب السويس 1956، وأزمة برلين عام 1961، وأزمة الصواريخ الكوبية 1962، وحرب فيتنام 1959ــ1975، والغزو السوفياتي لأفغانستان 1979.
السؤال التالي يطرح نفسهُ: هل عُاد العالم اليوم ومع أندلاع الازمة الاوكرانيةإلى تطبيق سياسية ونظرية الستار الحديدي. الجواب ليس بسهل ولكن كل المؤشرات تقول نعم، يعود العالم بخطوات سريعة إلى نظرية”الستار الحديدي” ولكن بصورة مُعاكسة أي أن الستار الحديدي تم فرضهُ هذه المرة من الدول الغربية وبالقوة من خلال ادراج عقوبات قاسية وغير مسبوقة تؤدي إلى عزل روسيا وحلفائها: عقوبات أقتصادية، حجز أموال سياسيين ، منع سفر، طرد من المنظمات الرياضية والدولية، فسخ عقود بمليارات الدولارات، طرد سفراء…
الحرب الباردة
بالعودة إلى الحرب الباردة، ففي العام 1991 ومع أنهيار الاتحاد السوفياتي أنتهت الحرب الباردة، أو هكذا أعتقد المُحللون. أنشغل بعدها الرابح الاكبر، أي الادارة الاميركية، بتحديد مصير منظومات الاتحاد السوفياتي السابق التسليحية الاستراتيجية ذات الثلاثين ألف رأس نووية، ومعرفة الجهة المنوط بها التحكم فيها،عقب أنهيار نظام القيادة والسيطرة المركزية السوفياتي.
بالعودة إلى الازمة الاوكرانية المُستجدة ، فخلال حديثهِ إلى كبار المسؤولين العسكريين، يوم21 كانون الاول2021، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «إن الغرب قيَّم نتيجة الحرب الباردة بشكل خاطئ، حيث أفضى أعتقاد واشنطن الزائف بالانتصار فيها، إلى أنتهاج الأمريكيين سياسيات مُضللة، على شاكلة: توسيع الحلف الأطلسى، والتخلى عن مُعاهدات الدفاع الصاروخي، مما فاقم التوترات والأزمات العالمية المتصاعدة». يعتبر الرئيس بوتين، الذي عايش الحقبة السوفياتية، أنهيار الاتحاد السوفياتي أضخم كارثة جيوسياسية ألمت بالعالم.
أما اليوم، ومع إندلاع الازمة الاوكرانية في 24 شباط 2022، تظهر في الأفق الدولى غيوم حرب باردة قاتمة ثلاثية الابعاد هذه المرة بين الادارة الاميركية من جهة، وكل من موسكو وبكين من جهة أخرى. حيث تعمل الادارة الاميركية بكل قواها وبالتعاون مع حلفائها اكان في الاتحاد الاوروبي أو بريطانيا العظمى لعرقلة الصعود الاقتصادي المُرعب للصين وروسيا، والحيلولة دون نشوء أي تحالف استراتيجى بينهما. كما يسعى الرئيس بايدن إلى أستنهاض اللحمة المُمزقة للأمة الأمريكية، مُحاولته تأبيد هيمنة أدارتهِ الأحادية المُطلقة على النظام الدولي.
الحروب التجارية والسيبرانية
بلا رحمة، تشتدُ بين ثلاثتهم، وطأة الحروب التجارية والسيبرانية، وتحتدم النزاعات حول مصادر الطاقة، ويتفاقم سباق التسلح النووي، والصاروخي، والفضائي. في هذه الأثناء، تتخذ الادارة الاميركية من الوضع المُلتهب في تايوان الاسيوية وأوكرانيا الاوروبية، ذريعتين مُهمتين لاستدراج بكين وموسكو لمواجهات استنزافية طويلة الأمد. ومن ثم، أكد الرئيس جو بايدن التزام الادارة الاميركية أرسال الاسلحة إلى كل من تايوان وأوكرانيا، والدفاع عن أراضيهما، في حال تعرضهما لأي عدوان مفاجىء من قبل بكين أو موسكو. من جانبها، هددت بكين الأدارة الاميركية بتوخى الحذر الشديد حيال تايوان، مُلوحة بإستخدام القوة العسكرية لاستعادة الجزيرة بالقوة، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. بدورها، حذرت روسيا، واشنطن وحلف الناتو، قبل أندلاع الازمة الاوكرانية من تصعيد روسي غير مسبوق في عدة أتجاهات، مُطالبة إياهم بتقديم ضمانات جدية لحظر التوسع الشرقي لحلف شمال الاطلسي، والتعهد بعدم قبول عضوية أوكرانيا في الحلف، مع الوقف الفوري للدعم الغربي لتطورها العسكرى، والامتناع عن نشر أية منظومات تسليحية، أو قوات غربية على أراضيها.
حرب باردة جديدة
إعمالاً لمخرجات الأزمة الكوبية عام 1962،عبر إدراك تفاهمات لنزع فتيل الأزمات، تمخضت أتصالات مباشرة، عالية المستوى بين الأطراف الثلاثة، عن تجاوب أمريكى مع مُبادرات صينية وروسية لخفض التصعيد. بالتزامن مع أجواء الغموض التي أرختها على حساباتها العسكرية إزاء جزيرة تايوان، أبدت الادارة الاميركية تقبلها مُناقشة المطالب الروسية بخصوص أوكرانيا، في إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، ومجلس الناتو ــ روسيا. ولكن هذه النقاشات لم تصل إلى أي نتيجة ملموسة أو حسية والدليل اندلاع الازمة الاوكرانية في 24 شباط 2022 مُهددة من واستقرار جميع الدول المحيطة بها. قد يشكل هذا التاريخ أي 24 شباط 2022 أشارة أنطلاق رسمية لحرب باردة جديدة مُعقدة وشرسة. إذ إن الحرب الباردة الاولى تركزت بين قطبين ولم تشمل دولًا أخرى. أما اليوم فالوضع مُختلف، خاصة أن المطلوب من كل الدول أعلان موقفها الواضح من الازمة الاوكرانية، أي أما مع معسكر الحلفاء الجدد أو مع معسكر روسيا.
ولكن أخطر ما يحصل في الحرب الباردة بنسختها الجديدة المُنقّحة هي شمول الحرب ملاحقة ومُعاقبة كل شيء يتعلق بالمُعسكر الروسي، أي مُعاقبة كل شركة روسية أو مصرف أو مُمثل روسي أو حتى مُغني او لاعب كرة قدم. الخوف الاكبر أن تتحول الحرب الباردة شيئاً فشيئاً إلى ساخنة وربما أكثر من ذلك الى حرب عالمية ثالثة تهدد مُستقبل البشرية.
هل يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كالمُنتصر الأكبر من هذه الازمة ويكرِّس نفسهُ قيصراً جديداً وشريكاً قوياً وفاعلاً في رسم السياسات الدولية والاقليمية، أم يكون مصيرهُ شبيه بمصير سلفهِ نيكيتا خوروتشوف (1953-1964) الذي تجرأ كما لم يتجرأ أي رئيس دولة في تشرين الاول 1960 إلى استخدام حزائهِ للضرب على الطاولة أثناء أنعقاد أجتماع الدورة العادية للجمعية العامة للامم المُتحدة. إذ تم عزلهُ لاحقاً من منصبهِ في العام 1964 وتركهِ العمل السياسي الى غير رجعة.
قد يكون الحل الافضل والمُستدام لهذه الازمة الدولية، تجنباً لمزيد من سفك الدماء، تطبيق فرقاء النزاع المقولة الشهيرة ” لا غالب ولا مغلوب” وعقد لقاء شبيه بلقاء الخيمة الشهير في العام 1959 بين الرئيسين عبد الناصر وشهاب ولكن هذه المرة على الحدود الروسية الاوكرانية. تتعهد روسيا بعدم مهاجمة أوكرانيا وأجتياح أراضيها وتتعهد أوكرانيا بعدم أمتلاك أسلحة فتاكة تُشكل خطرًا على أمن دولة عظمى مثل روسيا الاتحادية، أي أن تتحول أوكرانيا إلى دولة محايدة بعيدة عن الصراعات.
المطلوب انسانياً، وبعد كل هذه المراجعة لتاريخ الحرب الباردة، اليوم وقبل الغد، الانهاء الفعلي والجدي للحرب الباردة من خلال تغليب لغة العقل والمنطق وعودة لغة الحوار والتواصل الايجابي بين مُختلف الدول والشعوب من دون وضع أية شروط مُسبقة للحوار ومن دون وجود نوايا مُبيتة وذلك بهدف تعاون الدول سوياً لحل كافة التحديات والمشاكل، مهما عظمت.