جَمرُ الهَوَى!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار
بُنِينَا على جَمرِ الهَوَى، فإِذا ذَوَى بِنا العُمرُ، يَزهُو شَوقُنا، ويَزِيدُ
هي النَّارُ يُذكِيها الخَيالُ، فَنَغتَدِي، سَنا الحُسنِ قِيثارٌ، لَنا، ووَقُودُ
ونَسمُو بِأَوهامِ الصِّبا، فَتَرُودُنا مَلامِحُ غِيدٍ غَضَّةٍ، وقُدُودُ
وقد نَرعَوِي يَومًا، فإِمَّا بَدا لَنا بَصِيصٌ مِن الحُسنِ الشَّهِيِّ نَعُودُ!
أَلَيسَ مِنَ الأَشواقِ صِيْغَ كِيانُنا؟! لَنا أَمَلٌ في الغَيبِ، وهْوَ بَعِيدُ
فَنَحنُ لِآناءِ النَّهارِ لِسَعيِنا ــــــــ الكَؤُودِ، ولِلَّيلِ العَمِيقِ سُجُودُ
ولكِنَّ نَفسًا، لَيسَ يُشبَعُ جُوعُها، تُراوِدُنا إِمَّا يَدِلُّ جَدِيدُ
فَفِي الفَجرِ قد نَغدُو إِلى وَجْدِ فِتنَةٍ رَمَتها، مَدانا، أَعيُنٌ وخُدُودُ!