كتاب “نهاية لبنان الكبير” لـ أنطوان فرنسيس… خريطة طريق لفهم حقيقة الأحداث في لبنان

يوقّع الكاتب انطوان فرنسيس يوم غد الجمعة (11 آذار الجاري) كتابه الجديد ” نهاية لبنان الكبير … مئة سنة من الصدمات ورأسمالية الكوارث “في جناح دار  “دار ابعاد” في معرض بيروت الدولي للكتاب. 

“نهاية لبنان الكبير”  كتاب قيّم جدا، زاخر بالمعلومات، جديد بمقاربته للاحداث السياسية والحياتية في لبنان.  يستعرض الكاتب، وهو الصحافي والروائي والباحث التاريخي الدقيق، سلسلة الاحداث التي وقعت في لبنان  منذ  “ثورة تشرين”، واجتياح  وباء كورونا، وصولا الى انفجار مرفأ بيروت، والانهيار الاقتصادي، و”حرب الغاز” مع اسرائيل، ويحلل الاسباب التاريخية التي زعزعت كيانية ” لبنان الكبير ” طوال مئة سنة، وصولا الى الانحلال الوطني الشامل.

بنى الكاتب بحثه المعمّق على “عقيدة الصدمة”، التي اطلقتها  الكاتبة والناشطة الكندية  العالمية الشهرة   نعومي كلاين في كتابها  “عقيدة الصَدْمة نشؤ رأسمالية الكوارث”، وتقول فيه: “ان  التاريخ هو سلسلة  صَدْمات، عسكرية، وسياسية، واقتصادية، وطبيعية، وما ينجم عنها من تداعيات على الشعوب والاوطان…. وعندما يكون الناس  بحالة “صَدْمة ”  تتعطل عندهم  القدرة على التفكير بشكل سليم فيميلون لمنح ثقة زائدة لاهل السلطة…. ان النخب السياسية والمالية التي تحكم الدول تعلم ان الكوارث  والازمات تفتح امامها الابواب وتمنحها الفرص لتحقيق الاهداف التي تعجز عن تحقيقها في الازمنة العادية   وتكديس الثروات على حساب عامة الشعب.” 

ويكشف انطوان فرنسيس حقيقة الصَدْمات التي تهزّ لبنان، منذ تشرين 2019، والتي ادّت إلى  انهيار عملتنا الوطنية، وقادت الدولة اللبنانية لتصبح “دولة فاشلة”. ويقول “عشنا سلسلة احداث مترابطة كان هدفها تدمير المجتمع اللبناني، من خلال تدمير الشعب، وصولا الى تدمير الدولة  والقضاء على الوطن الذي حضَنَنا طوال قرن من الزمن  تحت اسم ” لبنان الكبير “.

 

مرجع ذكي وفرادة

جاء في مقدمة الكتاب التي كتبها د حسن حماده: “يأتي كتاب “نهاية لبنان الكبير” لانطوان فرنسيس بمثابة مرجع صالح للعودة إليه في حقبات الزمن، من الحاضر إلى المستقبل، إذ أن صيغته تكسبه هذه الفراده وتجعل منه مرجعًا ذكيًّا نظرًا لحاجة الناس إليه بين طالبي المعرفة، ولقراءة التاريخ في السياسة والعلاقات الدوليّة، والزّمن زمن تحولات كبرى إذ إن الإمبراطورية العالميّة تتصدى بشراسة ما مثلها شراسة لمحاولات فرض التعددية الدولية عليها، أي ضرب احتكارها للقرار الدولي في ميادين الاقتصاد والطاقة والسياسة والثقافة… ومسلسل العدوان على لبنان بواسطة الصدمات، وتجويعه ومحاصرته وخنقه وسرقة مدخرات أهله وتفريغه من الكفاءات وتدمير مرافقه العامة، الواحد تلو الآخر، وصولًا إلى تدمير المرفأ…”

سلسلة  صَدْمات صاعقة

يكشف الكتاب كيف عاش لبنان سلسلة  صَدْمات صاعقة بدت كأنها مجرد احداث  متفرِّقة، لكنها في الحقيقة  هي مجموعة معارك صغيرة وسط حرب  كبيرة، “هادئة”، هدفها تدمير المجتمع اللبناني لمصلحة  صناديق “رأسمالية الكوارث”  التي يحركها البنك الدولي كالدمى على مسرح الاطفال.

يتضمن كتاب ” نهاية لبنان الكبير… مئة سنة من الصَدْمات ورأسمالية الكوارث” سبعة فصول، اضافة الى مقدمة كتبها د. حسن حماده وعنوانها: “من بيكيه الى بيكو… مع اسوأ تمنيات الام الحنون”. اما عناوين فصول الكتاب فهي:

الفصل الاول: صَدْمات هزّت العالم

الفصل الثاني: صَدْمة الدَيْن الابدي

الفصل الثالث: صَدْمة الثورة… ثورة شعب ام ثورة مصارف ؟

الفصل الرابع: صَدْمة الانهيار الشامل

الفصل الخامس: صَدْمة الانفجار الكبير

الفصل السادس: صَدْمة كورونا

الفصل السابع: نهاية لبنان الكبير… صَدْمة صفقة القرن

خاتمة: الامبرطورية الفاشلة

 

خلفيات  الاحداث الكارثية

يكشف كتاب “نهاية لبنان الكبير” خلفيات  الاحداث الكارثية التي عصفت بلبنان منذ 2019 حتى اليوم  على ضوء نظريات كبار المفكريين الغربيين:  “عقيدة الصدمة”  نعومي كلاين، ” راسمالية الكوارث ”  ميلتون فريدمان، ” التدمير من الداخل”  فرانسيس فوكوهاما، ” الفوضى الخلاقة ” كوندوليزا رايس، ” الحرب الهادئة ” ماكس فون وارينغ، ” تدجين الشعوب ” نعوم تشومسكي. 

لقد بذل انطوان فرنسيس جهدا كبيرا في توثيق الاحداث بدقة وحرفية وتجرد، محلِّلا  تفاصيل الاحداث وخلفياتها، استنادا الى هذه النظريات العالمية ، فبيّن للقارىء ان ما حصل في لبنان هو صورة مكررة لاحداث مشابهة ادت الى الانهيار الاقتصادي في كثير من دول العالم مثل  فنزولا، واليونان، ومصر، والبرازيل، وتونس، والاردن  وغيرها… دفعت الاحداث السياسية المُفتعَلة هذه الدول الى احضان البنك الدولي الذي جاء اليها كمُنقِذ من الهلاك، فتحوّل الى علقم يمصّ دماء الشعب ويدفع اللناس الى حالة الفقر.

عندما ينتهي القارىْ من قراءة كتاب  ” نهاية لبنان الكبير…  مئة سنة من الصدمات ورأسمالية الكوارث ” يفهم حقيقة ما جرى في لبنان خلال السنوات الماضية، ويدرك لماذا وصلنا الى مرحلة الانهيار الشامل ؟

كتاب مميز باسلوب مميز…