“علّمتنا الحياة”… لم يخرج عن سيرة المعلّم
المحامي كابي دعبول
في كتاب شيّق أخذ من التحضير سنوات جهد وتعب، يشرق علينا الصحافي جورج طرابلسي بفكرته الفريدة من نوعها في عالم التأليف والكتابة.
جورج طرابلسي لم يؤلف كتاب “علمتنا الحياة” بل ابتدع الفكرة المنيرة لحياة كل منا، فحرّض أقلامًا على التأليف والابداع ليجمع لنا دروس ثلاثماية وخمسة وستين عَلمًا تعلموها في مسار حياتهم (على عدد أيام السنة) بين دفتي كتاب.
قُل هو موسوعة يعود إليها الناس لينهلوا منها الخبرات، أو مرجعا يستند إليه المحامون لتدعيم مرافعاتهم من قضايا فَصَل فيها الزمن، أو دفتر صلاة ينتقي منه الواعظون عظاتهم، أو نبراس تجارب من مرّ بهذه الدنيا ودخل معترك الحياة واستخلص منها العبر، او “سيناريو” يفصّل منه كاتبو الروايات والمسرح أبطال رواياتهم ومسرحياتهم.
ليس صدفة أن يختار صاحب فكرة الكتاب وجامعه أولى كلمات إنجيل يوحنا ليستهل بها تقدمته للعمل “في البدء كان الكلمة”، ربما لأنه أراد أن يقدّم لنا إنجيلاً مدنيًا فيه الكثير من الأمثلة والعِبَر، فلم يخرج عن سيرة المعلّم الذي كلّمنا بالأمثال ليرشدنا الى ملكوت السماوات، مستهلاً أمثاله بِـ”يشبه ملكوت السماوات”.
وهكذا عندما تقرأ من “علّمتهم الحياة”، وهم من جميع أطياف المجتمع، تدرك أن الحياة، وهي المدرسة الاولى، قد صُبّت في جعبة واحدة ترويك علمًا وخبرة وتبصّرا.
ولم ينس صاحب العمل أن يضيء على دور مدرسة الحياة حين صدّر الكتاب بشهادتين واحدة لاينشتاين والثانية لنجيب محفوظ لنقرأ ونتعلّم: يقـول أينشـتاين: «في المدرسـة يعلِّمونـك الـدرس، ومـن ثـم يختبرونـك، أّمـا الحيـاة فتختـبرك وِمـن ثـمّ تُعلِّمـك الـدرس».
أمَّـا نجيـب محفـوظ فيقـول: «إنَّ الحيـاة لا تُعطـي دروسـا مجّانيـة لأحـد، فحـين أقـول: الحيـاة علَّمتنـي، تأكّـد أنّنـي دفعـت الثمن”.
***
*كتاب “علَّمتنا الحياة”: فكرة جورج طرابلسي وإعداده، تأليف ٣٦٥ لبنانيًّا، إشراف وتقديم الدكتورة ناتالي الخوري غريب، استشارة لغويَّة الشاعر جورج شكُّور، مراجعة وتدقيق الزميلة الإعلامية كلود أبو شقرا، الرسمات الداخليَّة الفنَّان التشكيلي جريج بو هارون، خطوط الفنّان علي عاصي، وتصميم كارمن أبوشقرا وتنفيذها. وقد صدر في الرابع عشر من شباط الفائت (2022) بمبادرة من مؤسِسَة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” الشاعرة ميراي عبدالله شحاده.