سجلوا عندكم

تدحرجي على حوافي تعبي

Views: 278

نعيم علي ميّا

 

تدحْرجي على حوافي تعبي

فَما أَزالُ تائهاً

تمضغني أَصابعُ الغُربةِ

تُلقي بي إلى شواطئ الدُّخانْ

**

قد ضيَّعتْني الدَّربُ في أَوّل خطوتي

وأَنكرتْني نجمةٌ هاربةٌ

فلذْتُ مِنْ خوفي

إلى خوفي

أُعتّقُ الحنينَ في خوابي عاشقةْ

**

يَفجؤني صوتُكِ ساعةَ الغروبْ

أَفتحُ شبَّاكي

لأَستقبلَ خفْقاتِ المناديلِ الّتي

نشرتـِها ذاتَ مَطَرْ

فمُذْ تَواريْتِ

اختبأْتُ في الصَّدى

وقلتُ للرّيح:

احملي قلبي

وسلـّمي على صفْصافةٍ خَجْلى

بَكَتْ – إِذ غادَرتْها –

رفوفُ الطَّير في صُبحٍ عقيمْ

**

تَدحرجي..

إلى مَنافي غُربتي

فغُربتي مَسكونةٌ

بكلّ نوْباتِ القلقْ

لكنَّهُ طيفُكِ يغفو

واقدَ الشَّوق..

شفيفَ الحلم ..

مغناجَ الشَّغفْ

**

تَمدَّدي فوقَ ضلوعي

ثمَّ غَنّي كي أَنامْ

حَاصرَني البوحُ زماناً

دقَّ فوق دفَّتيْ بابي

نعيبُ الأمسياتِ

فاستلانتْ همَّتي

وانسكبَ الدَّمعُ على الدَّمعِ

وغَامتْ في رُؤاي

رَقْدةُ الصَّباحْ

**

تَدحرجي في خافقي وعانقيني

وجعي يَسكنني

والشَّوقُ يَرتمي على مفارق النَّبْضِ

يَمدُّ آهةً

إلى بيادر الحكاياتِ الّتي

روْيتِها ذَاتَ شتاءْ

فَطَار مِنْ عينيكِ رَفٌّ

مِنْ يماماتِ الهديلْ

**

يا امرأةً ..

عشقْتُها زاروبةً زاروبةً

لو كنتِ تعرفينْ ..

كم مَخرْتُ يائساً

كلَّ الوسائدِ اليَبيساتِ

وكمْ نَما على خاصرتي

سعالُ هاتيكَ الّليالي النَّازفاتْ

**

فاضتْ مصابيحُ الكلامْ

فاهتزَّتِ القصيدةُ المسافرةْ

والتهبتْ قافيتُها

تبثُّ أَحزانَ البنفْسجِ الحزينْ

**

يا امرأةً غَفَتْ

على انسكابِ أَدمعي

خُذيني

واحْضنيني

فلربّما أَجيْءُ – ذَاتَ شتاءٍ –

حاملاً حُبّي

على جناح غيمةٍ مُستمْطرةْ

***

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *