في رَفِيفِ الأَجفان!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار
وأَغْزِلُ العُمْرَ، تَطْوافًا، في هَدأَةِ أَجفانِكِ النَّاعِسَةِ، وأُبحِرُ، وشِراعِي أَشواقِي، إِلى حَيثُ يَجلُو القَلبُ أَسرارَهُ، وحَيثُ تَستَأْهِلُ الإِطلالَةُ، العَجْلَى، ضَنَى السُّهادِ، وتَلَظِّي الجَوارِح…
فَراشَةٌ، أَنا، مَدارُها الضَّوْءُ الحالِمُ في مَتاهاتِ أَهدابِكِ المُسبَلَة…
يَومَ لم تَكُونِي، كُنتِ هُناكَ، في البالِ، رُؤْيا دَفِيئَةً، وسَكْرَةَ مُنًى…
ولَكَمْ رَسَمَكِ الخَيالُ العاشِقُ، مَدَى الشَّغافِ، لَوْحَةً أَلوانُها جَنَى التَّسْفارِ البَعِيدِ، وظِلالُها تَماوُجُ أَخيِلَتِي في خَفَقانِ الجَنان…
ويَومَ حَطَّكِ القَدَرُ، إِلهَةً في مَعْبَدِيَ الخاوِي، أَشرَقَت في صَباحاتِي شُمُوْسٌ جَدِيدَةٌ، فَاحلَولَى البُكُورُ، ورَقَصَت ثَوانِي أَيَّامِيَ الرَّتِيْبَةِ على لَحْنِ رُوْحِكِ العَذْب…
وَإِذِ اخْتالَ طَيفُكِ في رِحابِي، دَغدَغَت جِراحاتِي لَمْسَةٌ مِْ سِحْرٍ، وفاحَ في أُمسِياتِي أَرَجُ البَرارِي العَذراء…
فَيا صَحْوَةَ الجَمالِ في يَراعِي، وَفَوْحَ العِطْرِ في دَواتِي…
يا رِعْشَةَ الهَوَى الأَصْفَى، وهَسْهَسَةَ الحِلَى على مَشْقَةِ جِيْد…
يا طِيْبَ الرَّحِيلِ، والأَجفانُ مُغمَضَةٌ، إلى جُزُرٍ قُمْرٍ مَداها خَمائِلُ، وجَداوِلُ، وأَطيار…
يَقِينِي، يا نَجِيَّةَ الظُّنُونِ، وأَشرَقْتِ في عَتَماتِي، أَنَّكِ ابْنَةُ رُؤْيايَ، فَالحَقِيقَةُ تَهْجَعُ في رَحِمِ الأَحلامِ، كما البُذُورُ اليابِسَةُ في حِضْنِ التُّرابِ على رَجاءِ الرَّبِيعِ المُخْصِب!