جواز سفر لأجل تخرج ابنتي
جينا سروجي
“كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر”
محمود درويش
أنا أم لبنانية افنيت عمري لأجل ابنتي الوحيدة التي تفوقت في دراستها ونالت منحة لنيل شهادة الدكتوراه في واحدة من أهم جامعات لندن.
ابنتي ستتخرج في 14 أيلول 2022 وقد وعدتها أن أكون في حفل تخرجها، وأكحل عيني بلحظة تسلم شهادتها.
كل شيء جاهز ما عدا الباسبور.
تقدمت الى المنصة فأخذت موعداً في تموز 2023.
سألت المقسم على الرقم 1717 قالوا هناك طلب استرحام لتعجيل صدور جواز السفر خلال ايام.
تقدمت بالطلب إلا أن الذين تسلموه مني أبلغوني ان الاولوية عادة للأمور الصحية المرضية او عقود العمل في الخارج او اكمال السنة الدراسية .
وبعد الحاحي تسلموا مني الطلب.
مع احترامي لكل هذه الأولويات والاعتبارات والظروف، ولكن، لدي حلم انساني كأم وأمل عمره سنوات.
هل بامكان مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان يفك اسر جواز سفري وهو صاحب الدور الفاعل في فك اسر الكثير من الرهائن اللبنانيين في الداخل و الخارج؟
هذا حلم صغير امام الاحلام الكبرى والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولكنه حلمي الشخصي الوحيد في الهزيع الأخير من عمري.
اخشى ان تقف ابنتي وحيدة على المنبر ولا تلوح لقلب أم يهتف لها.
واخشى ان لا يُنظر بطلبي وأجلس في عتمة ليل بيروت بلا ضوء ولا أمل ولا أحلام.
