لا أتوق إلى هوية أو انتماء
وفيق غريزي
جسدك هيولى الخصوبة
أي فلك يعلو فوق روحك وجسدك
أي ضوء يخفق امام ضوءك
الشمس تنير ظواهر الأشياء
أما جسدك فيضيء جوهر الاعماق
لجسدك اروع الاسماء
افروديت .. فينوس .. أو عشتار
بين لحظة ولحظة يتجلى بأبهى الصور
تتألهين بالحب والنقاء
اخلقك في الشعر ومن الشعر
منك يولد الماء والهواء
والعشب والنبات والنهار
بين ظلال اسمك يجوب الطيب والبخور
لهاثك عندي دواء
حين اذكرك يستيقظ العقل
وتخفق اجنحة الاصالة
***
بسخاء تمطر السماء
انت وداعة “برسيبونا” التي تخصب الأرض والاحشاء
وأنا “وضاح اليمن” اموت في
صندوق الحب لا اعرف ارتواء
بين حبيبتي وحبيبتي يتموج الجسد
كأن الموت والحياة يتحدان
على سرير الشهوة الخرساء
لن يموت جسدانا،
سيبحران في عالم الاحلام
الى نهاية الأيام
تحضننا اهداب الأرض ومحارت البحار
لجسدك اقيم الطقوس
في الفجر والمساء
انت لي:
الكون والتكوين
الموت والولادة
المهد واللحد
وارضي والبحر
وانا المحراث والبذار
وليدنا الازهار والثمار
معاً نثمل بخمرة الاكوان
***
استحمي في نهر الألوهة
لترقص لعريك الاشجار
في عنقي جعلتك ايقونة
تحملني الى حديقة المعرفة
تعلّمني لغة الاشياء
وابجدية الاطيار
لا احد يفك طلاسم لغتك
واللغز والاسرار
إلا الذي أنت له المعنى
والحرف
و الاسفار
خيام الاشجار تضج بجنون الوسادة
نصعد منحدرات الشموس الى اغوار الفضاء
نمتطي ذروة التعب والقلق
تترع جرارنا بعصارة الأرق
تأوين الى قصائدي لتطردي شبح الغياب
ادمنت شربك حتى الثمالة
ادوس الأرض اليباب
لا اتوق الى هوية أو انتماء
اتوق لأن نكون لغات ولغات
للوصال الأبدي
جسدينا الابجدية
فوق سريري المس بقاياك…
احاور طيفك بصمت الكلمات
لنعد مرة ثانية
الى امكنة كنا لها النقاء
فوق صخور صنين
وضفاف الغدير وغابة “دير سير”
محفورة اسماءنا
نمنا معا في غبطة
للخصب منذورة البذور…
***
على عشب الشخروب
كان شعاعنا انفجار
تهدّمت من حولنا الجدران
كي يولد الحضور نضاجع النسيان
ان تتعرى غابات ايامنا من الاوراق
السرير الذي ضمنا
نسجته الأرض من خيوط الافتتان
نعيش حكمة الازل
نسكن منزل القصيد
حين يجمعنا المكان
الفصول تعانق الفصول
والمد يضاجع الشطآن
الفجر يتثاءب على فم الازهار
غيمة شريدة تكتب اسطورة الامطار
في فضاء الذاكرة تشع نجمة الحضور
بيديها تغمر السماء خواصر السماء
أنت الحلم الآتي من الماوراء
يتبرأ من الذكريات
أنت الحقل والمواسم والحصاد
من رحم الفكر تولد الافكار.
***
امسح عن وجهك الوهن والغبار
بالشعر نزين الفضاء
يبعث في ذواتنا الرجاء
البراعم الميتة تحيا من جديد
تنبعث من قلب اللهيب
عيناك لقمري مدار
الحقيقة تخلع عن وجهها الخمار
المكان الذي يحتوينا بلا غطاء
عند اعتابك اتوسد الغروب
وجودناهنيهة من ضياء
اضمك زهرة
في مملكة النساء
ملء رئتي اعيش فيك
على جسدك يتدفق ماء الحواس
الفراغ يطفح بالامتلاء
خمرة الطفولة تنآى عن شفافية الاناء….
