لجنة مهرجانات بعلبك الدولية تكرّم مادلين بيار حلو
كرمت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة مادلين بيارحلو لمناسبة مرور اكثر من أربعين عاما على عطاءاتها وعملها الدؤوب الذي بذلته لاعلاء شان هذه المهرجانات سواء خلال منصبها كأمينة عامة للجنة ومن خلال توليها لاحقا نيابة رئاستها.
أقيم الحفل في منزل السيدة حلو في منطقة الحازمية واقتصر فيه الحضور على أعضاء من اللجنة الإدارية السيدات نايلة دي فريج ، جمانة دباني، رنا حديد ، لبنى خليل ، إلغا طراد ومرثا الهراوي، والسادة جان لويس مينغي ، نبيل نجار، ورفيق معوشي ، وأفراد من عائلة المحتفى بها وبعض من أصدقائها الذين عاونوها في فترات سابقة في العمل لهذه المهرجانات .
قدمت السيدة نايلة دي فريج رئيسة مهرجانات بعلبك للسيدة حلو درعا تذكاريا وتوجهت اليها بكلمة شكرتها فيها على كل ما بذلته خلال مسيرتها التي استمرت 40 عاما والتي نجحت خلالها بشكل كبير في تحفيز جيل الشباب على متابعة مسيرة الالتزام بهذه المهرجانات وتوجهت اليها قائلة:
عزيزتي مادلين ،
اليوم ، نجتمع معا لنحيي عملك والتزامك ، على مدى عقود ، بمهرجانات بعلبك التي أصبحتي عضوا فيها عام 1963 ثم انضميت الى لجنتها التنفيذية عام 1967 حين كانت ترأسها السيدة إيمي كتانة. وقد ساهم وجودك وعملك وتفانيك في سبيل هذه المهرجانات الى جانب آخرين، برفع مستوى هذا الحدث الثقافي ووضعه في مصاف المهرجانات الدولية والذي بلغ أوج مجده قبيل الحرب اللبنانية. عندما عاودت مهرجانات بعلبك نشاطاتها عام 1997 ، شغلت حينها منصب الأمين العام للجنة ، وفي العام 1999 تسلمت نيابة رئاستها حتى عام 2004 وأصبحت عضواً فخرياً فيها مدى الحياة.
انا اليوم ومن موقعي يمكنني ان أشهد على العمل الذي قمت به خلال هذه الفترة التي شهدت الانطلاقة الثانية لمهرجانات بعلبك ، اذ انني وبفضل رعايتك اصبحت عضوا في اللجنة عام 1997 حين كانت مي عريضة رئيسة لها ، وكل من نيكول عسيلي ، نادين بكداش ، فؤاد بزري، ميشال دي بسترس ، هيام غندور ، منى جريج ، بسام مرتضى ، سعاد نجار ، نازك يارد ، وأنت بالطبع عضواً فيها، وكان كل واحد منكم يتمتع بخبرة طويلة وبثقافة واسعة. لقد كان بعضكم أكثر توجهاً نحو الغرب ، والبعض الآخر نحو الشرق ، وهذا بالتحديد ما جسّد التنوع الثقافي الذي لطالما عكس انفتاح بلدنا وثرائه.،
لقد كنت في اللجنة مسؤولة بشكل أساسي عن العلاقات العامة والتواصل وقد ركّزت اهتمامك على تظهير صورة المهرجان ، وعرفت كيف تحيطين نفسك بأشخاص فيهم صفات الكفاءة والرقي مثل حليم فياض ، الذي أوكلت إليه وضع كتيبات عن البرنامج وتابعت شخصيا عن كثب كل التفاصيل المتعلقة بها. هذه الكتيبات التي شكلت عملا رائعا تجسد اليوم ثراء حقيقيا لأرشيفنا.
وفي هذا الاطار أود أن اعود بالذاكرة الى مسألة تتعلق بشعار المهرجان: في العام 1997 ومع إعادة احياء مهرجانات بعلبك فكّرت اللجنة بتجديد الشعار أو تغييره. وقد قمت انت بجمع اراء واقتراحات العديد من المعنييين والمحترفين بهذا المجال ورفعها الى أعضاء اللجنة الذين لم يقتنعوا باي منها، بل قرروا وبالإجماع المحافظة على شعار المهرجان نفسه الذي يجسد عجلة الشمس، والذي كان قد صممه ديف كورم في عام 1969 ، بناءً على طلبك انت. وقد كان ذلك من حسن حظنا، اذ لا شيء يضاهي حداثة وقوة هذه الدائرة البرتقالية التي لاقت شهرة توازي شهرة المهرجانات!
في العام 1997 ، تواصلت مع وكالة الإعلانات المرموقة H&C Leoburnett ، التي قامت فيما بعد ولسنوات عديدة بإنتاج حملات إعلانية رائعة جدا عن مهرجاناتنا .
لقد كنت انت أيضا مسؤولة عن الإعلانات في صفحات كتيبات البرنامج. في ذلك الوقت لم تكن بعد فكرة وجود راع للمهرجانات متداولة كيومنا هذا، وكانت الدولة والمعلنين ومكتب التذاكر هم الذين يتكفلون بتغطية التكاليف كافة ، وقد تمكنا معا في وقت لاحق من اطلاق مفهوم “الرعاية”واتصلنا بكبرى الشركات العالمية مثل لوريال ومصرف HSBC و BSI ، الذين بادروا الى دعم المهرجان ورعايته لسنوات عدة، جنبا إلى جنب مع شركاء لبنانيين.
لطالما اديت عملك بحياء ورقي، من دون ضوضاء، متحلية بصلابة شخص لا يدع أي شيء يمر من امامه دون ان يراه، فعينك المتمرسة لا تقبل الا بالكمال .
لكن دورك الفعلي تجاوز كل هذا. فثقافتك الموسيقية وشغفك بالرقص والمسرح جعلاك مرجعا قيّما في هذه المواضع والعديد غيرها ، وجميعنا يعلم الدور الذي كنت تضطلعين به عند حصول اختلافات في وجهات النظر ، اذ كنت تعرفين كيفية التوفيق بين الآراء ، منخلال قيامك ببراعة بدور الوسيط اللبق، دون ان ننسى طبعا الجهود التي بذلتها للجمع بين الوافدين الجدد وتعزيز شعورهم بالانتماء إلى المهرجان وخلق التناغم الضروري للمضي قدما. ببساطة ان حبك للمهرجان نابع من حبك للبنان.
اليوم اكثر من أي وقت مضى نراك حاضرة ، من خلال اطلاعك ولو من بعيد على كل ما يتعلق بالمهرجان واهتمامك به وتقدمين النصح لنا بعد ان قمت بنقل هذه الشعلة الثقافية، اي مهرجاناتنا الى اقرب الناس اليك.
بتكريمك اردنا ان نكرّم جيلا بكامله،غادرنا بعضه والبعض الآخر لا يزال معنا. ونظرا لتقديرنا الفائق للعمل الجبار الذي انجزه اؤلئك الذين سبقونا، فاننا نلزم أنفسنا نحن أعضاء اللجنة الحالية للمهرجانات، بمواصلة هذه المهمة لضمان استمرارية هذه الجمعية العزيزة جدًا على قلوبنا جميعا والتي سننقل شعلتها في قت لاحق الى الأجيال القادمة، لأن أعظم هدية يمكن أن نقدمها للبلد هي تأمين انتقال الأشياء الجميلة لضمان استمراريتها. هذه الأشياء التي ساهمت في تألق لبنان في الامس والتي ستستمر في رسالتها هذه لاعادة هذا التألق للبنان الغد.
عزيزتي مادلين ، كدليل على تقدير اللجنة وامتنانها لجهودك نقدم لك هذه الدرع التذكارية التي صممها جان لويس مينغي. هذا هو اسلوبنا لنقول لك من أعماق قلوبنا ، شكرا جزيلا لك!
كما كان هذا الحفل مناسبة لمنح ميدالية المهرجان للسيد وجيه غصوب مدير المهرجان في سنوات ما قبل الحرب ثم ممثل المهرجان في الخارج.