اعترافات
غاده رسلان الشعراني
أنا التي رسمتْ ملامحي الفراشاتُ
وتوسدتْ حمامةٌ بيضاء كتفَ معناي
فعمَّدتني في نهر الأمنيات …
هذا الذي وُلِدَ بعدي
من ذا الذي يطوي المسافات العريقة بيننا ؟
من ذا الذي يريق الدمع بين قلاعي و معابده ؟
مهموز اللغة الصامتة هو
والقاف عندي تفضح قوافي النهايات
فما أنجبته الضاد الصامدة
ولا سمحت لي بولادته …
فحين تشهق الرئات مفاتنها
تفتك بي رواياته
وحين تزفر الهوى
تحيلني النواهي إلى زبد بحر
فما أثلجت صدرَ السماء غيومٌ
وما نثرت قطراتُها ملاكاتِ التنهُّد
لم تسعفني حروفي الخائنة
وما صقل جِناني دفءُ دمي
هذي مناسكي تقبض روح الجواب
وتترك لي الأسئلة
فهل لناعسةٍ مثلي على أهداب التراب
إلا اخضرار الشجر و ندى الزهور؟
لأحاول اللحاق بأثري
و محو الدروب
فأسقط ثانية في توحدي ونبيذي …