ليس لي في الأرض غاية
وفيق غريزي
على انغام اورفيوس
تتنهد الرياح الليلية
الغابة المضطربة تطلق الآهات
الأمواج تشكو للشاطيء عواطفها
الانفعالية
الامداء تعبق بعطر الأفكار النبيلة
العالم بات خواء
المدينة سرقت الرؤى والأحلام
من الكائن الانسان
الكآبة والضياع سيان
ايها الناس ترابكم حولته تبرا
طينكم صنعته خبزا للفقراء
الجائعين
اصبُّ من جراري بردًا ونار
على الرؤوس الزناة والاشرار
انني ميت بلا اسرار
يلفني فجر رهيب
أسدل الستار
وما زلت انتظر بداية فجر جديد
ليوم بلا نهاية
ليس لي في الأرض غاية
الموت مجد الاله
واهراء السنابل الروحيّة .
***
موطن الانسان القديم
ممر الى السماء
او الى الجحيم
قلبي على اطفال
سرقوا من معجنهم الرغيف
واقفلوا الطريق
امام انسان كفيف .
***
ولدت كلماتي يا الحبيب
يا نجمة تسبح في صحراء تيه
يا ثدي امرأة غار فيه الحليب
ايها الطفل الذي فطم عن الثدي
قبل سويعات المغيب
انطفأت عيناك في الليل السليب
حينما اكتمل القمر
امرأة مرّت امام عيني
من تفجّر الرغبة اصفر لوني
سقطت في دوامة الفجر
انني اعشق الشعر والشعراء
ارتوي من دموعهم
في كؤوس المساء
تتسامى فوق ضجيج من يسجنوه
اتمطى مثل عصفور اطلقوه
اجدل شعري ضفائر وخصل
مطلقا الرأي في كل السبل
ارتسم على وجهي الكئيب
ذوى في شراييني وهج اللهيب
***
على زجاج نوافذي تراكم الغبار
فوق مضجعي مصباح بلا انوار
بلا شرار
جمعت النهارات في سمتي
وطأة الوجوم في صمتي
قلت للناس الوداع
لا تتقنون سوى الخداع
ملائكة الحنين شاخت
في العمر السنين
شموع تضيء بيتي المهجور
جمعت اغراضي في حقيبة السفر
عزمت على الرحيل
هاربًا من حقارة البشر
انها مشيئة القضاء والقدر .
***
الشك في النفس طاف يستجدي اليقين
يطلب الحق المبين
انفرط عقد الأحبة.. في الخواء
بقيت وحيدًا
سألت كهلا: من أين الطريق
الى الحق والحقيقة؟
اجابني: “تماهت في الضياع
سدت بحجارة الجهل
اشاح بوجهه ولم ينظر إلي.
***
اجتزت اسوار المدينة
ازفر آهاتي الحزينة
ابحث عن الطريق
لا زاد معي
ولا رفيق
جائع للحق حتى العياء
لم اجد من يعرني اهتماما ولا رثاء
الناس الى اللذات يسعون سراعا
بالكرامة لا يحفلون
الى الحق لا ينظرون
حتى إذا مر القطار
تناثروا مثل الغبار
اطفال يلعبون بصفاء
وجوههم اقمار في لون الضياء
انفاسهم شذى الزهور
فوق الجسر يعبرون
وأنا اقف على شفير الهاوية
كأني رؤيا عابرة
اجر قامتي المجهدة الى المجهول.
