مصباح رمضان شاعر بيروتي اشتهر بالنكتة والهجاء والسخرية
سليمان بختي
مصباح عبد الغني رمضان هو شاعر بيروتي مغمور ومنسي. hشتهر بشعر الهجاء والمجون والنكتة.
ولد في بيروت عام 1851 من أسرة لها جذور تركية. نشأ وأتمّ دروسه الابتدائية في بيروت. سافر إلى حيفا في أواخر ايامه وتوفي فيها.
نهضة الأدب وكان مجليا في اللغة العربية ورفع من شأنها.
بدأ كتابة الشعر وهو في الثانية عشرة من عمره ونظم كل الوان الشعر ولكنه برع في الهجاء والفكاهيات والنوادر.
نشأ على يد شيوخ الأدب في عصره مثل الشيخ ناصيف اليازجي والشيخ إبراهيم اليازجي والشيخ يوسف الأسير والشيخ إبراهيم الأحدب والشيخ سعيد الشرتوني وفضل القصار.
كما زار مصر والتقى كبار شعراءها مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وحرص على أن يكون له في كل بلد عربي أصدقاء وخلان.
يذكر مصباح رمضان عن أول شعر نظمه ويقول:” كنت اتسلق جدران منزلنا واذهب الى المقبرة واكتب على نصبها، فعلم والدي بذلك فزجرني فلم انزجر. فاوعز الى والدتي ان تحجزني في غرفة من غرف المنزل ولا تعطيني غطاء ولاوطاء ولا عشاء. ولما أصبح الصباح عظم ذلك علي، فالتمست منها ان تأتيني بدواة وقرطاس ولما اتتني بها كتبت لوالدي هذين البيتين: مولاي بتنا في جوارك ليلة/ بتنا ببيت ما به مصباح / ما فاتنا الا التجلل بالعبا/ وجسومنا لعبت بها الأرياح “. قرأها والده وعفا عنه وأطلق سراحه.
تنقل مصباح في وظائف كثيرة فكان كاتب جمرك ووكيل قائمقام في صور ومديرا للجمرك في صيدا التي استقر فيها زهاء خمسة عشر عاما وذاع صيته وشهرته في المساجلات الأدبية والنكات الشعرية. كان رمضان لطيف المعشر وصديقًا محبًّا. (https://www.language-museum.com/) قال عن تجاربه في الوظيفة:” اخدم اوطاني وقومي ولا/ تعصب عندي وذا مسلكي/ والمرء ميال الى كسبه/ والدهر لا يصغي لمن يشتكي/ من دولة الجمرك لي راتب/ يارب فاحفظ ملك الجمرك/”.
صدر له عام 1873 كراس شعري بعنوان ” الموشحات الأندلسية” وهو لم يعمد الى جمع شعره وكتاباته.
سكن غير مرة في عكا فكتب :” عكني الدهر في اياديه عكّا/ وبعكا غدت نفسي مشمئزة / ثم في ابرة النولب وافاني/ وقد غزني بها اليوم غزة”.
كان مصباح مفرطا في التدخين وخاصة التبغ العربي وقال في تبغ الرجي شعرا:” تبغ الرجي للصدر والقلب علة/ وللرأس يعز شفاؤه/ قد قيل لي لم تتب عنه أجبتهم/ أذا دخن المصباح يخشى انطفاؤه”. ومع ادمانه للتبغ كان يفرط في شرب القهوة وبذلك يقول:” محبة العاشق قد تنتهي/ في لذة الوصل على المذهبين/ وحبة البن اذا قليت/ بطنا وظهرا تجمع المنظرين/” وقال في بياض شعره “تاسف هلى المصباح حيث سواده/ احيل بياضا وهو صبح التأسف/ طلوع نجوم الشيب في ليل شعره/ يدل على قرب الغروب لينطفي”.
اصيب ذات مرة بنزلة برد خشي منها على حياته فقال:” من ذا يدق الباب قال رسول/ ما اسم الرسول فقال عزرائيل/ ماذا تريد فقال لي دين على/ رجل ضئيل اسمه قنديل”.
وقال مخاطبا امين رشيد نخلة:” هنيئا آل نخلة في اديب/ ويأتي النخل بالطلع النضيد/ حكى المأمون في حسن السجايا/ اليس هو الامين ابن الرشيد”.
وكتب عن صيف بيروت ووطأته اذا قال :” زادت حرارة صيف بيروت/ وقد اضحى هواها مثل قلب الحاسد / فإلى الجبال نسير كي نروي الظمأ/ من ماء لبنان الكبير البارد”.
ولم يكتب كثيرا عن الشاعر مصباح رمضان (البيروتي) فقد كان شاعرا على هواه وسجيته لذلك بقي مغمورا منسيا ولكنه في زمانه وعصره كان صاحب قيمة وشأن في عالم الادب والشعر والشعراء.