وَعلى الرَّمادِ بَكَيْتُ!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار
مِنكِ الرَّسائِلُ! جِئتُها فَرَأَيتُ أَكمامَ ماضِينا ذَوَتْ، فَذَوَيْتُ
تَروِينَ فيها عن هَواكِ، وطِيْبِهِ، ولكم أَجَبتُكِ، بِالهَوَى، ورَوَيْتُ!
ورَكَعتُ في مِحرابِها، مُستَذكِرًا، عَهْدَ الوَفاءِ، وفَوقَها صَلَّيتُ
أَينَ القُصُورَ، بَنَيتُها، فَأَتَيتُها، فَرِحًا، وبَينَ رِحابِها غَنَّيتُ؟!
وأَطَعتُ حُبَّكِ، واثِقًا مِن طُهْرِهِ، يا لَيتَ كُنتُ مُشَكِّكًا، وعَصَيْتُ
ماذا دَهاكِ؟! غَدَرتِها أَشواقَنا، لا رُكْنَ عادَ يَضُمُّنا أَو بَيتُ
وخَبَت قَنادِيلٌ، رَعَت لَيلاتِنا، كَدَرًا، وَجَفَّ فَتِيلُها والزَّيتُ
إِنِّي أَخالُ هَوَى حُرُوفِكِ صارِخًا: لَو كانَ لِي نُطْقٌ لَكُنتُ حَكَيْتُ
ومَزَقْتُ أَوراقًا، سَتَشهَدُ عَن مَدَى ـــــــــ غَدْرِي، ولِلنَّارِ الأَكُولِ رَمَيْتُ
قد كُنتُ أَحسَبُها حُرُوفًا مَيْتَةً، حَتَّى لَمَستُ عَذابَها فَوَعَيْتُ
وعَزَمتُ أُبقِيها الصَّحائِفَ، شاهِدًا عَن حُبِّنا الماضِي، وعُدْتُ أَبَيْتُ
ماضِي الهَوَى أَوتارُهُ قَطَّعتُها، فَالعُوْدُ أَخشابٌ، ولَحْنُكِ مَيْتُ
ونَفَضْتُ أَوهامِي، ومِلْتُ لِوَثْبَةٍ، صَدِئَتْ حَواشِيها، شَجًا، فَجَلَيْتُ
وأَخَذتُها، صُفْرَ الرَّسائِلِ، مُقْسِمًا: لا عَوْدَ، يا حُبًّا هَوَى! ومَشَيْتُ
حَتَّى وَصَلتُ لِرُكْنِنا، وبِلَوْعَةٍ أَحرَقتُها، وعلَى الرَّمادِ بَكَيْتُ!