وَشمٌ صَباحِيٌّ (9)
د. يوسف عيد
معلومٌ أنَّ مَن يفقدُ حاسّةً،
تُرهَفُ لديه سائرُ الحواسِ تعويضاً عمّا فقد.
وأنا فقدتُ حاسّةَ التذوّق لجمال الصّباح .
صرتُ عن غيرِ قَصدٍ،
أتلهّفُ إلى الذَّوبان في وجهه،
إلى السَّيلان في ضِيائه،
وإلى تَلاوة صلاةِ الإشراقِ الصَّافي في مَعرِفَةِ النَّفس.
لقد تآزَرت حواسّي حتى بِتُّ أسمَعُ الشمسَ،
وألمسُ النورَ،
وأشمُّ بخورَ صوتِ العصفور،
وأرى الزّمانَ كيف يجري في نهرِ العُمرِ،
وفي كلّ ذلك،
تذوّقتُ على مأدُبَة الرّوح
لَسعَةَ الفَجرِ الذي يكتبُ القَدر.َ