امحاء الزمان
وفيق غريزي
العقل ينبذ الضد
الشمس تمحو النهار
نحن نأبى المعاصي
نهنأ بالإيمان
اتأثر بمخابئ النفس
أعلن ما وقعت عليه بصيرتي
لا البصر
اتأرجح على خيط من خيوط الشمس
أغذّ في طيراني بعيدا عن السأم
في ثورة مستمرة
أفيء إلى الإله
داخل أعماقي.
***
اطلب من قصيدتي الزبدة
لا الزبد
اكتفي من ركامات الفحم
بحبة الماس
يتدفق من خلايا الروح النبيذ
وليس الماء
تتنصّل من الشهوات والأهواء
تتفتح براعمها زهرا وريحان
جاء وقت الحنان
متحفزا أبدًا إلى الوثوب
منفتحا لا ادور حول ذاتي
كما الأرض تدور .
***
بيتي من احلام اليقظة والسبات
غرفه روحية
تستحم النفس فيها على كسل
معطرة بالأسف والأشواق
أثاثها يحلم
كانت فيه حياة
السائر في نومه
كالنبات والجماد
على سريره تنام أفروديت
سلطانة العشق.. والجمال.. والاحلام..
من جاء بها اليّ؟ أية قدرة الهية؟
نصبتها ملكة على عرش
الوحي، والإبداع، والقصيد .
***
عيناي تخترقان الشفق
بما فيهما من لهب
إلى أي إله عطوف مدينا بوجودي
لم تبق ثوان ولا ساعات
امّحى الزمان
سادت ظلمات الأبدية على الأكوان
كالحاجز بين الشعر وبين المثال
بين الشعر المطلق، وبين الاله
آه، أيتها المرأة.. يا ساخرة
لست سوى زهر فارغ عميق
جعلت الحياة بؤرة سوداء .
***
تفوح من الأشعار
روعة تتألق بالأنوار
ترشقنا بها نجمة عذراء
على مائدتي
تشرب نخب مأتمي
أشواقي في الذهن اكثر منها
قابلية في الأحشاء
لذائذ تحلم
حتى لو تراءى لنا تحرقا واحتراقا
زبد تجول عليه العيون
بلا امواج ولا أنواء
حب عذري يحلم.. يفكر
بين الخمائل والشرفات
تحت قبة كآبة المساء
سريري ينام من خدر
جنبي جسد ندي ينام
في خزائني تتململ الأشياء
المبهمة الغفلاء
أتغلغل هنا.. هناك.. هنالكات
في غابة خضراء
القلب فم لسانه اوتار .
***
الحزن في قلبي
كالعزة في المطر
ما شأنه هذا الخدر
ينساب كما في النفس
ينساب الضجر
يا عذوبة ترانيم الشتاء
على الأغصان والثرى
يا نعم اناشيد المساء
امر انواع المرارة
ان نستمر بالسؤال
دون فراق وانفصال
نفسي ينبوع حزن ومرارة .
***
تنادي كلماتي الكلمات
تشبك الأيدي
يفيء بعضها إلى بعض
تتنادى الكلمات.. تتعاطف
كما تقطف الشفاه القبلات
والقبلات الشفاه
على سأم أم على حنان
دعوني اقفز نحو القمم
لألمس جدائل النجوم
شعري ليس عاصفة ولا هو إعصار
انه نهر لهيب وخصيب
مدينتي تلفعت بالحداد
لأجل الطفولة
وشهيق الدعارة يطغى على نحيبي .
***
سطع نجمي
لن يأفل أبدا
هو جذوة تتوهج
ولدت تحت برج النار
أكثر عناصر الوجود إثراء
هي كالفينيق
تأكل وتتآكل
تفنى وتفني
ومن رمادها تولد من من جديد
انتعل الريح
احلق فوق الذرى
أجول في الأجواء
أغيب في البعيد……
***
*اللوحة في خلفية الصورة للفنان جان مشعلاني