غبطة تغسل الحجارة والأهداب

Views: 114

وفيق غريزي

 

نجمة تضيء سفر الغياب 

بلغة الصمت تقول:

لقد حان وقت الأفول 

كل مساء تفتح لي الأبواب 

تقاسمني العذاب.. والحب.. والسرير 

ها هو المساء يمضي 

ومثله امضي 

لا زمن يغريني 

ولا استقر في مكان 

غبطتي تغسل الحجارة والأهداب 

رذاذ يسقط على الأعتاب 

يتناثر جسدي كالتبر على الأثير 

افضّل العري على اثواب الحرير 

كنت بالأمس نسمة

تزور كل دار 

واليوم اضحيت صورة تزيّن الجدار 

او للمؤمنين صرت “مزار”.

***

كالنعاس بنكهة الوعي.. افيض

في الأحشاء تتوهّج الجمار 

بلادنا غارقة في الأسى 

حدودها بلا اسوار 

الحب نهر خرج عن مجراه 

لم يترك خلفه سوى الجسور 

معلّقة على أمراس الفراغ 

تنبت الأشواك في تربة الأحداق 

ايها الحب 

وهبتك كل شيء 

قلبي يسبقني اليك 

تضيء للسفن المنائر

تصدأ الأصوات في الحناجر 

الحب كرة من ثلج 

وحب كتلة من نار.

***

آه، ضجري ضاق من الضجر 

لا يستقر.. لا يهدأ.. مثل الغجر 

تنزف اثلام وجهي 

تقرأ مزامير الأنبياء 

الكون دمية خرساء 

على الرمال يستفيق.. تشتعل الجمار 

بلحظة تسكن الروح في الجسد 

وفجأة عنه تغيب 

أهرب من الاحلام 

أحاور الأشياء 

استسلم للإيمان 

تتكسر المرايا في الاحشاء 

يموت الجسد.. يطويه الفناء 

وفي المساء 

إلى الحياة يعبر جسر الإياب.

***

الليل يقطف عناقيدها الأحلام

امرأة تمحو من قاموس الوجود 

فكرة العرفان 

تسكرها خمرة السبايا 

على نوافذ الفجر

تزرع فرحها انتظار 

لكنه لم يزهر

لم يعط “ثمار”

وفي الصباح تتلاقح الأشجار 

الزهد يهدل مثل الحمام 

والندى يرشح من المسام 

استر عريي بأثواب الفراغ 

في داخلي يتثاءب.. ويتمطى الضجر 

يتنقّل من مكان الى مكان 

مثل قبائل الغجر

لا يستقر أبدًا على سفر 

غيمة يعشّش فيها السكون 

الحواس في النار.. احتراق 

والعقل بالخدر.. اختناق ….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *