“زكي ناصيف من أمي لبني امي”… أمسية موسيقية لفرقة الموسيقى العربية في متحف سرسق
سليمان بختي
قدمت فرقة الموسيقى العربية برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية أمسية بعنوان “زكي ناصيف من أمي لبني أمي (رحلة مبتكر من لبنان)” في ساحة متحف سرسق، أحياها أكثر من 50 عازفًا ومُنشدًا ومؤديًا.
بدأت بالاغاني الجميلة المستعادة من ريبرتوار زكي ناصيف، كانت خلالها الفرقة بقيادة المايسترو فادي يعقوب تتقدم نحو انسجام هارموني بين الكورال والعازفين والمؤدين او المؤديات كغناء سولو، كما أن الانتقال كان سلسا بين المقامات أو الجمل الموسيقية التي تحمل نغمة سريعة أو بطيئة.
وتحت عنوان “حنان ورومانس وفولكلور” تدفقت الاغاني والمقطوعات والمشهودات لتعيد التأصيل والتواصل مع موسيقي عالم وموهوب ومجدد كبير في التراث اللبناني المشرقي من وزن زكي ناصيف، وبرأيي أن الحان وموسيقى زكي ناصيف ستعيش طويلاً في وجدان اللبنانيين وذاكرتهم لأنها تنبع من الأرض وروح الناس.
استهلت الفرقة امسيتها بأغنية صعبة هي “امي الحبيبة” لفيروز مع غناء موفق من كاترين غالي والكورال.
وفي اغنية “حلوة ويا نيالها” لفتني التوزيع لمقدمة الاغنية المصورة المنضبط الذي لا يقصد التطريب ولكن يناله بعفوية.
والجو نفسه موصول في اغنية “يا عاشقة الورد” اداء هدى جمال مع الكورال والتي تحمل في طياتها نفسا اوبراليا ودرجات إيقاعية تعلو وتهبط ولطالما اجادها ناصيف في اعماله.
ولكن اغنية “نقيلي احلى زهرة” للكورال أشعلت القاعة بالتفاعل والغناء والتصفيق.
ولا يد من التوقف عند التوزيع الموفق لايليا كوسا لأغنية “أهواك” وخاصة في تدخل الناي متخففا من جميع الالات وفي غناء متقن من منال ابو ملهب.
ومن الأغنيات الجميلة المستعادة في الحفلات ايضا “ما نسي العرزال” الدراما والوفاء بمداها الطربية.
ثمة أغنيات حملتنا إلى شرفات القرى ومطلاتها وأثارت الحنين مثل “هلي يا سنابل فوق بيادرنا” واستعادة جمال الإيقاع في كل مقطع ومعه صورة مشهدية ترسمها الموسيقى والكلمات والكورال.
الا ان اهم ما قدمته الفرقة باهتمام واقتدار هو اللحن الخطير لزكي ناصيف ” يا بني امي” وغنته فيروز، بما يحمل من تأليف سمفوني بوليفوني متشكل ومتداخل.
لم تنجح الفرقة في بعض الأغاني “المدلية” رغم التوزيعات والارتجالات. بدأت تقطع خطواتها في منتصف الطريق لتعاود التصعيد.
كما أن صوت جنى خوري لم يتوازن مع الكورال في مطلع اغنية “يا بلادنا مهما نسينا”.
ومسك الختام كان مع رائعة زكي ناصيف”ليلتنا من ليالي العمر” واستعادتها الفرقة مع الكورال والسوليست جماعيا ومع جمهور القاعة ايضا.
لقد حملت الخاتمة شوقا إلى بدايات ولقاءات جديدة مع أعمال زكي ناصيف.
وثمة ملاحظة تقنية تتعلق بتوزيع الكورال النسائي في الشرفة المطلة على المسرح ما يجعل الصوت يأتي ضعيفا أو يتأخّر عن اللقاء مع كورال الشباب أو المؤدي.
اخيرا اعتمدت فرقة الموسيقى العربية برنامج زكي ناصيف (بعناصرها الشابة وهمة المايسترو يعقوب والمشرفين) الامل بحضور أوسع وارساخ لها في قابل الايام في مهرجاناتنا اللبنانية وفي العالم العربي ايضا.