المُفكّر علي الشرفا: “القرآن يحقق سعادة الانسان”
إخلاص عبد الهادي
لا يدّخر المُفكّر العربي علي محمّد الشرفاء الحمّادي وسيلة من أجل نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وإيصاله إلى كلّ الإنسانية رسالة رحمة وعدل وحريّة وسلام. وقد سبق له أن نشر عدّة دراسات في هذا الإتجاه تركتْ صدىً طيّبًا لدى كلّ من اطّلع عليها من مسلمين ومن غير مسلمين. لا بل انها قد تُرْجِمتْ إلى عدّة لغات عالميّة من بينها الإنكليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة، فانتشرت صورة الإسلام الصافيّة، البعيدة من كلّ عنف او تطرّف، في كل العالم بفضل الجهود المخلصة والمثابرة الحثيثة التي يبذلها المفكر علي الشرفا منذ عقود، لا تفتر له همّة ولا يأبه لأية صعاب تحول دون إيصال الصورة الحقيقيّة للدين الحنيف إلى كل الناس.
ولقد أصدر المُفكّر الشرفا أخيرا هدية/ هداية قيّمة للغاية، أنيقة ومتقنة وذكية، هي عبارة عن علبة مخمليّة فاخرة بنيّة اللون تتضمن قرصًا مدمّجًا (CD) وناقل بيانات شامل (USB) بعنوان واحد هو: “القرآن… يحقّق سعادة الإنسان”.
ويشدّد المُفكّر الشرفا في النص المشترك بين القرص وناقل البيانات على مكانة الدين الإسلامي الحنيف وعلى تعاليمه الإلهيّة التي من شأن تطبيقها كمنهج حياة والسيرعلى هداها في يومياتنا أن نصل إلى السعادة الحقيقيّة الشاملة، فنكون قد كسبنا الدنيا والآخرة معًا.
والحقيقة أن محتوى هذين القرص والناقل لا يختلف في شيْ عن النهج الفكري الراسخ للمفكر علي الشرفا، وهو نهج دأب عليه منذ عقود فازداد رسوخًا وتبلورًا مع السنوات ووصل إلى ملايين الناس في أربعة أقطار الدنيا، من مسلمين وغير مسلمين، واهتدى بفضله كثيرون إلى الجوهر الحقيقي للإسلام كدين وكنظام حياة يحقّق سعادة الإنسان.
واللافت أن علي الشرفا كمفكر منفتح، يقارب الموضوع الديني بالجمع بين الإيمان المطلق والحرص على تخليص التعاليم الدينيّة من كلّ ما علق بها من إقحامات ربما تمّ إدخالها على الممارسة الدينيّة لغايات شخصيّة لا يمكن التكهّن بها أو حصر أهدافها ومراميها الحقيقيّة. فالأساس عنده هو النص القرآني. وعندما يوجد النص لا يعود هناك حاجة لأن يقحم الناس أنفسهم في إحداث إضافات أو تحليلات ليست من أساس الدين الحنيف كما أراده الله من خلال قرآنه الكريم.
يقول المُفكّرالشرفا في هذا المنحى ما حرفيته:”ولم يكلّف الله رسله وأنبياءه أن يكونوا رقباء على عقائد الناس، أو وكلاء عن الله في الأرض يحاسبون البشر على أديانهم وعباداتهم. فالله وحده المتفرّد في إصدار أحكامه على الناس يوم الحساب، لأنه يعلم عن عباده وما تحتويه الصدور”. وفي مكان آخر،وإستنادًا إلى ما جاء في سورة الرعد 40 “فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب”، يقول: “فقد حصر الله مَهمة الرسول في حمْل رسالته للناس وتبليغها لهم، وشرْح مقاصد آياته وحكمتها لِما ينفع الناس في الدنيا والآخرة. وترَك الله حساب الناس له حصريًّا في الدنيا والآخرة من دون أن يشرك معه أحدًا من عباده”.
ويفْصل علي الشرفا بكلّ وضوح وحزم بين الجوهر الحقيقي والثابت للإسلام، كما نصّ عليه كتاب الله، وبين التأويلات ” والروايات الملفّقة”، كما يسميها، ذلك أن عامة المسلمين تقريبا قد اتّبعوا تلك الروايات من دون إخضاعها لأي تفكير، فابتعدوا عن غير قصد عن التعاليم الحقيقية التي وردت في الكتاب الإلهي بما يحقّق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. ويضرب الشرفا مثالا واضحًا على هذا الشطط فيقول:
“فمن ذلك القول إنّ أركان الإسلام الرئيسيّة قد انحصرتْ في ما أسموها”الأركان الخمسة للإسلام”، حيث تربّتْ عليها اجيال ونشأت على تعليم أركان الإسلام بأنها تنحصر فقط في”النطق بالشهادتيْن وتأدية الصلاة والزكاة والصوم والحج”، إذ اعتبروها إسلامًا في حد ذاتها، وليس في المبادئ التي تدعو إليها(…) إن كل ما فعله دعاة الإسلام انهم نقلوا إلينا مفاهيم وتأويلات فقهيّة واجتهادات بشريّة حوّلتْ الوسائل التي هي الشعائر وجعلتها غايات.. فالتبس الأمر وغاب عن الناس أصلُ الدين ومقاصده العليا، بما شملته الرسالة من تقويم للفرد وبناء شخصيّة المسلم بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة لخلق مجتمعات مسالمة يتحقّق فيها العدل والرحمة والحرية والتعاون”.
لا شك في أن مقاربة من هذا النوع تتّصف بالجرأة والعقلانية العميقة، وهذا نهج سار عليه المُفكّر علي الشرفا الذي يُعْمِل المنطق العلمي في مقارباته من دون أن يزيح أنملة واحدة عن إيمانه الراسخ بالدين الحنيف، معتبرا انه الطريق المضمون لإيصال المسلمين، لا بل الإنسانيّة جمعاء، إلى السلام والتراحم والسعادة الحقيقيّة.
صرخة صادقة وعقلانيّة يطلقها المُفكّر علي الشرفا حبذا لو تجد صدى واسعًا، فيغادر المؤمنون التفسيرات البشريّة الذاتية ويلتصقوا بالتعليم الإلهي الصافي ليعمّ العدل والسلاموالمبادئ العليا التي يدعو إليها الإسلام كل أرجاء العالم.