غياب جان داية جرح كبير وخسارة فادحة
رمزي علم الدين
عندما اذكر جان داية لا بد ان أتذكر معه خالي سعيد تقي الدين.
اصدر جان داية اكثر من 13 كتابا لسعيد تقي الدين بعد وفاته.
وكل ذلك بهمة البحث الصادق وجهد الشغف ونهج المحبة.
تعامل مع تراث سعيد تقي الدين كمن يجمع الجواهر والدرر.
كتب كل هذه الكتب دون أن يعرف سعيد تقي الدين شخصيًّا او يلتقيه مرة .
جمعنا سعيد تقي الدين بعد غيابه على قوة الكلمة واصالتها.
جمعنا كما تجمع البتلات.
كتب عني جان داية باني “مخول” او “تلتيني” للخال من دون أن يعرفني.
واعتبرني أقرب المقربين لسعيد تقي الدين روحا ومضمونا.
وكلما اعجبته نهفة او طرفة كتب الي قائلا: “هذه سعتقية” اي من روح سعيد تقي الدين.
ولما استشرته وسألت رأيه في كتابة مذكراتي . قال لي: ” من كل بد. وساعرفك على صديق كاتب وصاحب دار نشر اسمه سليمان بختي”.
وهكذا كان. وأصبح الاستاذ سليمان صديقا عزيزا يزوروني بالكمامات ايام جائحة كورونا وساعدني لانجاز كتابي”احكي جالس”.
رحم الله الصديق الكبير جان داية واسكنه فسيح جنانه.
ذهب باكرا وعسى أن يلتقي بسعيد تقي الدين في الجنة لأنهما لم يلتقيا في هذه الدنيا.
غياب جان داية جرح عميق وخسارة فادحة لا تعوض.