سجلوا عندكم

شهرزاد لا تغني لغير جراحي

Views: 229

وفيق غريزي

 

الزمن الذي انتظر مواسم القطاف 

لن يبلغ وقت النضوج

بدأت حياتي نارا محرقة

رمادا يجعل الأرض فانية

ارتعش الضوء على الجدران

حين وطأته “اقدامي”

ليس الجسد من يتذكّر

بل الروح تملك الذاكرة 

نفسي امطار..

 بحر من الأشواك والظمأ

***

تفجّر الماء من ينابيعه 

لملاقاة العشب والأشجار 

تعرّت الشمس

تدثرت بعباءة الغيوم 

تزرع في النفس أغراس الهموم

عيون اضواء.. وأزهار 

لا تليق بها السموم

الفم عتمة فوق الظلال 

لا اريد البقاء من اجل البقاء

اطهّر نفسي 

اختصر وقتي 

يا صديق انخطافي.. ايها المتنوّر 

علّمني الصلاة.

***

وجه يرتسم على جبين الفجر 

على الغصون

 أسقطت الفجر عن ظهري

الحلم يغويني 

سألت الانواء عن الاغصان  

سألت النجوم هل قراًت خطاي؟

من فتح للفراغ الأبواب 

سرت إلى بيتي والشجر جواري 

بعثرت ايامي.. انشطرت

دمي هناك على الذرى 

وجسمي في الحفر

يحترق في هشيم الكون والشرر.

 

***

طريقي تجر وراءها الجدران والظلال 

البيت يخرج من اسر الحجارة 

يجوب السهوب والغابات 

التقيت أنا وظلي 

كشف لي مخزن الأسرار 

شهرزاد لا تغنّي لغير جراحي 

أتسلى بثمار كفاحي 

اتخيّل ذات ذاتي

تتنفس من “رئاتي”

ورود تغطّي جماري ورمادي 

قدري يهمس للكون

يخبره عن مأساتي

النجوم تسكب على دفاتر الارض 

حبر الليل وكلمات النهار .

***

مساءُنا ينهمر بإفتتان

كوى الجدران تطبق الأهداب 

نور يتسرّب من جسدي إلى جسدي 

يمسح وجه المكان 

نتبادل أفراحنا 

نتبادل أتراحنا 

نتبادل أحلامنا 

دم واحد يجري في اجسادنا 

كل يوم نجيء

نغيّر ايامنا 

نحفظ كتابنا 

نلطّخ دفاترنا بدمائنا 

حروفا وكلمات 

قطاف الثمار، وطن لا تخوم له.

***

باركتنا يد الليل 

لم تقرع علينا الأبواب 

لم تفتح النوافذ، لم تتجاوز 

الاعتاب 

الظلام يستثير الاضواء

التي تسكن فينا 

يضيء مناراتنا

عندما نلتقي، اين جمعتنا خطانا؟ 

أفي الحقول، ام في مدائن ربانا؟

دعوا الصمت يجول في جراحنا

خلعت الأرض أزارها 

مشت عارية خلف خطانا 

نزرع الحب في جبالنا 

القمر المتشرّد في أوجاعنا 

رسمنا جبلنا 

كل ما لا يرمي من تقاطيعه 

في تقاطيعنا 

***

جدول مغامر 

يتلبّس أعضاءنا 

يرحل فيها 

يغوص في النهر 

تخرج الأرض والنبت منه

 لا ارسم الدخول إلى ليل رضانا 

الخروج هو الظلام 

اقرأي يا نشوة الشعر 

من غير رمز او طلاسم 

جسد المعصية يصرخ بين الامواج 

تجري مراكب الاعمار 

ارسم في راحتي خطوطا 

يسيل على هديها في العتم المضاء 

يكوكب الاحلام 

حبري من دموع الغانيات 

اخط على صدر الفجر لغة الفضاء 

الصباح يطلع من دم الليل 

كما الجسد يرسم جسد الفضاء 

يكتب عن دهشة العشاق 

اذوب فيها لا اترك دوائر 

داخل اثلام الجراح…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *