الطفل الإلهي
وفيق غريزي
عصرنا يلوّث الينابيع المتفجّرة
بالمياه الآسنة
وطن يغيب عن ذاته
أين الملهم الفادي ينفذ
من خلال الركام إلى الأعماق؟
ينفض عن تاريخنا الصداأ والغبار
ويزيل قذارات الأزمنة العتيقة
مدن مهانة.. مدجّنة.. خانعة
تداجي مواطن العاديات المعهّرة
على مرور الأزمنة
احار بين تحليل الوجود
والوجود الذي يعصى على التحليل.
***
تصرعني الرؤى وتبكيني
كيف لا أقوى على الالحاد
واعانق وجه يقيني؟
طال الصمت
لا اقوى على البشارة
جفّت اوتار صوتي
عجزت عن نطق العبارة
شفاه تجيد التمويه..
تخفي النضوب
في مواخير الدعارة
الهزائم أخرست الصوت في الأعماق
أيقن الشعر أنه لم يعد ينهض
في زمن الانهيارات
بالدور الذي يشاء
فاض كأسه مرارة وعلقما
نضب في قعرها الترياق.
***
الريح الغاضبة تشلّع الأزهار
والوحوش الضارية تلج بفرائسها المغار
اللبوة الحزينة تقتفي اثر الذئاب
والحمل الجائع يبحث عن الكلأ والنضار
أيتها الأغنام الثملة بنبيذ الإنكسار
يتملقكم الزعيم وكأنه اله
يسرق من خوابيكم القمح
ومواسم الفصول
والرغيف من معجن الأطفال الحفاة
يكتم في الخفاء امتصاص دماء البؤساء
حطموا النير عن اعناقكم
كي يشرب الطاغي علقما
وليس الكوثر والترياق .
***
بورك طفل المغارة
ألقى على كوكبنا ثوب الطهارة
بمجيئه سيزول عصر الحقارة
ضؤه للعالم هداية ومنارة
يزيل عن النفوس جراثيم الخوف
والكفارة
تحت اقدامه باكورة الأرض
تعطي غلالًا من دون عناء
كلماتي تقع في نفوسكم
موقع النوم على الكلأ
في نفوس من أنهكهم التعب
لمن لغير الطفل الالهي
نقيم الطقوس.. ونقدم النذور؟
