حواسي تقرض ذاتي
وفيق غريزي
من جنائن الأحزان
قطفت باقة من غار وريحان
ضفرتها اكليلا
توّجت ما تبقّى لي من ايام
أشعلت في المجامر البخور
اعد تميمة ضوء لوسادة ليلي
على عتبة الفجر أتلو الصلاة
لرجاء الطفل فيّ
ولتغفر لي الأوهام
الفراش الذي احتوانا
بعد غيابنا حن الينا
الوسائد انتظارها طويل
دم ينزف من جراح الوقت
ينساب في عروقنا
في الطريق إ
لينا .
***
أترانا كالتراب، جراحنا رماد
وغبار
دروبي الوعرة في القفر، رياح
أرى الغبار يتكاثف حينا
وحينا يحنو، يغطي تجاعيدي
وحينا يتماهى بها
ارق في أقفالها الأبواب
ارق في مفاتيحها
المهرة التي يسرجها نومنا لأحلامنا
شبه ميتة، تجر قوائمها، بكل عناء
بيوتنا اتذكر أهواءها
تتعانق في مواكب اهداب الشجر
الورود في المحابر
ابجدية العشّاق.
***
امرأة لم ارِد مرة
ولم ترد هي مرة
أن تكون على عرشي مليكة
أو اكون لها الأمير
غير أن مأساتي
في سماء الذاكرة تأسرني
فضاء كيفما يدور عيني تراه
في ترانيمه
في خطواته
في اشكاله
نقطة الدائرة
جف العطر في زهرة الوقت
لأحباء لا يتذكّر أسماءهم .
***
عصفة الريح تنبش غابات الزمن
تبعثر أوراق الشجر
الشقائق السوداء من تلف اللون
تكاد طريقي أن تنام على العشب النضير
الزمان يضيق..
صلاتي لغة وسيعة
الهوة شاسعة عميقة
بعد ان امتصت مفاتن الأعضاء
شربنا دياجير الظلام
نضجنا مثل عناقيد الكروم
ما احرّ النضوج
وما أكرم السقوط.
***
لم يكن الراعي سوى ناي وقطيع
ارتعشت زنبقة وهي تصغي اليه
فهمت الوحوش صوته
وفهمت قطعان الذئاب
مر صوبنا، وقال:
” لم تبق للغة انقاض اشعاري
في المجاهل غير النار والدخان “
بيتي عشق، تتمدد في ارجائه الاحلام
ميت يرمي صورته في المرآة
إيزيس أنت رؤياي
حدثيني عن ظلالنا قبل أن تكون
ألف هوية لنسب الجسد
في كل الطرق
في كل ألف جسد يبدأ من الكاف
ذكورة صورة وجهي طريد معناها
اينما اتجهت يكون الليل رفيقي
كي يطيب له النوم .
***
حواسي تقرض ذاتي
أهدابها تغمر النوافذ
في مدائن الافاق
إبطها عتمة تتزين في غابة
العذارى والاضواء…….