سجلوا عندكم

حب، حرب وتعب

Views: 39

نيسان سليم رأفت

هذا المساء لا يريد أن ينتهي

بدأ الأوكسجين بالانخفاض وموجة الحر كلما اشتدت أتعبتني 

أغلقت جميع وسائل التواصل، ثم عدت وفتحتها حتى اختنقت من كثرة السموم التي تسللت إلى رئتي 

وضعت الكثير من القلوب الحمراء 

على ضحكات الصديقات الحزينة 

والصور التي بهتت من التصفّح 

تفقدت صندوق الرسائل 

لم أجد منه ولا نقطة واحدة 

من نقاطنا القديمة 

لربما اعتاد موتي

ذهبت إلى رسائل الأصدقاء الذين رحلوا في غيابي وخسرت صباحاتهم 

فلاح إبراهيم آخر رسالة 

“مشغول لغيابك يا صديقتي” 

عامر علوان:

” أخترت لك هذه الورود التي تحبينها” …

اعتقال الطائي:

-ثلاثة وجوهٍ حزينة مع ثلاث كلمات لاغير:

“غيابك يقلقني نيسانة “..!

بكيتهم ومسحت على كلماتهم بكل أسى الفقد 

عجبت لذاك الجبل كيف يصمد ولم يذهب عقله لكل هذه المآسي

يطالع انتهاك الروح وتخسف الأيام 

وتعري النهر وجفافه قبل الوصول

***

هذه الليلة لا تريد أن تنتهي.

فكّرت أن أجلس معهم 

لكن النقاش أتعب قلبي 

فتركت مقعدي دون أن ينتبه أحد 

هكذا أنا 

أغادر الحب إذا ما شعرت بالتعب!

أتجاهل الرسائل والاصدقاء 

أغادر البلاد غير المريحة

ولا أقطع وعداً لأحد!

***

ما زال الوقت مبكرا لأفتتح رسالتي

 بـ “حبيبي 

تعال أجلس بقربي 

أريد البوح قبل أن يشتد الشتاء

قبل أن تبتلعنا الحرب 

وأخبرك عن العشّاق كيف يدسّون الحب تحت مخداتهم

أعرف سماءً بعيدة، يصلي لها الغرباء، ومقعدًا أخيراً لم تصادره البلاد 

تعال واجلس بقربي قليلاً 

أريد أن أشبهك ولو للحظة

أن اضحك عوضاً عنك

أريد أن أسكن صوتك اذ يحل في قلبي.

أريد لمرة أخيرة أن أتمسّك بالحب وأنجو.

مثل مطلع قصيدة ركيكة وماكرة

تُحاول أن تأخذ عينيكِ

من الاعتياد

إلى نهاية الدَّهشة”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *