سجلوا عندكم

 شُعاع ما أُمسكُه.. سواد ما أتركه

Views: 143

وفيق غريزي

 

بيتي حيث تفتحُ أكمامَها الأزهارُ

وبراعمُ الأشجارِ

أنظُر من فوق القمة إلى الوِديان

لم أرَ لك أثرًا أيُّها الإنسانُ

في أيِّ مكانٍ

في أيِّ زمانٍ

كلماتي تتطايرُ تَذريها الرِّياحُ

طيّبةً .. شفَّافةً .. كانت

 في ماضي الأيَّام

أيَّتها الألحانُ السَّاحرةُ الأنغامِ

سكبتِ في قلبي الرَّاحة َوالتحنانَ

خمرةُ القُبلات أثارت نشوةً في القلبِ

اه ، لو جاء الشِّتاء ، قبل الأوان

ستموتُ أزهاري

وتخبو أنواري

وظلالُ الأرض على الجُدران

الرَّاياتُ باردةٌ خرساء

تُرفرفُ .. تتحدّى الأنواء

تعلَّمتُ الحُبّ من خريرها الغدران .

……………

تاريخُنا بادأ

يا ليته عادا

كم قلتُ يا نفسي ازهدي

لا تتضرَّعي .. لا تحلثمي

بسعادةٍ كُبرى هنا .

ضيعتُ أيَّامي

العُمرُ إلى زوال

كلّ أشواقي وآمالي

اصبحت مُلكَ السَّماء

مأساتي هو السِّقام

حوَّل نهاري إلى ظلامٍ

تهدُل على أغصانه أسرابُ الحمام .

……………

أنينٌ ونحيبٌ ترسلُه الأوتارُ

تبوحُ بالألم الدفين

نغمةُ النايات

يُخدِّرني يأسي

تُثيرني الذّشكرى

حُزنًا على أمسي

تُشرّع أبواب رمسي

أمضي مع الرِّياح

آه ، الريحُ كم قاسي

مشرَّد ٌعارٍ أسعى

وطني لم يعُد مأوى

كانني أوراقٌ سقطت عن الأغصانِ

في العُشب والرِّيحان

تسري قوافلُ الأرواح

بكاءُ الناي : شجو ونُواح

……………

تحلِّق الأطيارُ

تذريها العوصفُ في الأمداء

تترنَّحُ على كتف الأنواء

طيرٌ يرُفُّ الجَناح

تنزِفُ منه الجراحُ

يُطلقُ الصراخ

يجفُل الصيَّادُ والفلَّاحُ

إنني كُتلة نارٍ

لا أنكرُ أصلي

أزهًد بالأشياء

آكُل ذاتي كلهيب مُحرق

شعاع ما أمسكُه

سواد ما اتركُه

سأضفُر الحاني

أُسكرُ الكونَ بأنغامي

ترتعشُ القلوبُ

تحمِلها أمواجُ قيثاري .

……………

 فردوسُ أوتاري الضوئيَّة

يفجِّرُ النهرَ

بدموع العين يفترُّ

عن مجرى الذات الأبدية

البحرُ يرتفع .. يهدُر في لحني

أطارد إبليس الشرّ

في صدري تيَّارُ الفنّ

تجري أيَّامي كالماء

الحزن غاض في الأعماق

الألم مقيمٌ في الداء

في الناي شبَّت عاصفةٌ أم إعصارُ ؟

انغرز رمحٌ في الحائط مثل المسمار

لم يطعن صدري النازِف

بل مزَّق كلَّ الأوتار .

……………

إلهي أنقذني من شكوكي القاتلة

ألستَ تحمي من  كرَّس حُبَّه لك

إلهي قف جانبي في المعركة

يريدون أن يسلبوا ذاتي

التي وهبتثها  لك

الأنجم تسطعُ  عاليًا

شهقاتي زنابقٌ وزهورٌ

اغلقت السرّ عن ذاتي

أجول بين الأديار

في مدينتي اللَّعينة

يُجلَد الإنسان

بالعُنفِ .. بالحقد .. بالضَّغينة

بالموتِ .. والهوان

حولَ قدرنا ندورُ

نحلُم ولا أمل

نعرف النهايةَ والمصير

سوف نزول وننتهي

وينتهي الزمان.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *