دعوة فرقة كركلا اللبنانيَّة إلى مسرح البولشوي كما دعوة العروس إلى العرين
سليمان بختي
في زمن الحروب الكبرى نلمح في الأفق نقظة ضؤ.
دعوة تردنا وتردنا الى لبنان الحقيقي لبنان الرأسمال الرمزي – الفن الذي نملكه ولن يضيع.
دعوة من فرقة بولشوي الروسية العريقة (تأسست في العام 1776) إلى فرقة كركلا اللبنانية لتقديم عروضها على خشبة مسرحها في موسكو وهو احد اكبر وأعرق عشر دور اوبرا في العالم.
دعوة كانها دعوة العروس الى العرين . حدث يعيدنا الى الأصالة والبهاء والرونق.
أريد ان أشهد هنا للحقيقة كمثقف وناشر لبناني وعضو اللجنة الوطنية لنشر الابداع بأنه علينا كمجتمع ان ننشر ونواكب وندعم هذا الحدث، الكبير لأنه يضع لبنان مجددا في دائرة النور الحضاري لحركة الابداع في العالم .
عبد الحليم كركلا وفرقته هو في المصير الى الامجاد، خلاب المنظر ورائع الشهادة ومرتحل الى الالوان بهذه المرونة التامة، وبهذه القيم وهي كلية الحدوث في اعماله. ودائما في منتهى الانسجام والتماسك فلا يتناثر عمود في عمارته الناهضة في الفنون، والشاهدة على التاريخ، ولا يسعها قاموس.
اخذنا عبد الحليم كركلا وفرقته من قلعته، من ظلال الاعمدة، ومن مسرحه الذي يسبق كل خطوة من خطوات السحر الى مواسم على الخشبة عندنا لا تحصى ولا تضاهى . ومنها الى الخشبات الصامدة هنا وهناك هو يموج في اي صقع وفي اي دعوة الى صياغة حركة الاجسام الى الذروة في الصقل والنحت والبيان. وهو يبقى مع القاعدة حتى يتقنها تمام الإتقان ثم يكسرها مرفرفا نحو الحرية ولا يهاجر من جذوره بل ينضح كأنه نداء خفي من فرط الصقل ومن فرط الحلم ومراودة الآفاق .
عبد الحليم كركلا وفرقته اللبنانية اليوم في خطوة ملكية جديدة الى النور الايقاعي وإلى بهاء التكوين في دفاتر العالم الكلاسيكية، وفي الآثار الحضارية التي تشمخ مثل نقوش الانسان على باب الزمن ومثل شموخ اعمدة بعلبك الخالدة.