لقاء مع الروائي جمال الجلاصي في بيت الرواية- تونس
في إطار برمجته المتعلقة باللقاءات الخاصة، نظم بيت الرواية في تونس لقاء خاص مع الروائي جمال الجلاصي للحديث حول تجربته الروائية وتجربته في الترجمة.
يقول الجلاصي في حديثه عن روايته الأولى الأوراق المالحة: “استغرقت في كتابة هذه الرواية سبعة سنوات كاملة، هي رواية جيلنا، رواية الأحلام الموؤودة، هي رواية تجدّد الأحلام بأكثر واقعية، كشفت فيها أحلامي الروائيّة حيث قلت إنني سأكتب عن علي بن غذاهم عن بورقيبة ومحمد علي الحامي، وهو ما أنا بصدد فعله الآن. الأوراق المالحة أفرغت فيها كل ما عندي من هموم وأحلام وأوهام كسرها الواقع، شخصيات الرواية كانت حقيقية استلهمتها من أبناء جيلي الذين عانوا من ضياع الأحلام، وتبخر فكرة إنشاء حركة إبداعية جديدة قادرة على طرح بدائلها من خلال صراع فكري وثقافي مع الأجيال السابقة في ظل واقع مهترئ. هي أول رواية لي، وقد طبعتها على نفقتي الخاصّة، بعدما عرضتها على أكثر من دار نشر، لكنها كانت تقابل دائما برفض الناشرين، لأن الجرأة على مستوى الكتابة آنذاك كانت تمنع النّاشرين من المغامرة بإصدارها في ظل واقع سياسي فرض رقابة خانقة على الكتاب. غير أنّي تمكنت بتدخل من الكاتب جلول عزّونة في النّهاية من نشرها على نفقتي الخاصة”.
أما روايته الثانية “باي العربان” الحائزة جائزة لجنة تحكيم مهرجان “الكومار الذهبي” للرّواية التونسية، فقد تطرّق فيها إلى دور اليهود في التّاريخ التونسي، وهو أمر مغيب ومهمل عمدا من الذاكرة العامة وحتى الإبداعية. يقول عنها جمال الجلاصي: “لا أحد يمكنه أن ينكر دور التونسيين اليهود في الفن والموسيقى والمسرح وغيره من الفنون، ولكن دور الروائي هو تلك اللعبة الأنثروبولوجية، فيبحث في المناطق المعتمة التي تهملها المدونة التاريخية والكتب الرسمية والمدرسية. جلبت باي العربان تاريخ تونس القرن التاسع عشر، وما أمكن من الأجواء والأحداث الشخصيات المثيرة والروائح التي أحاطت بانتفاضة العربان لتقول بنبرة ملحمية أن لانتفاضة الشعب التونسي وثورته في 14 جانفي 2011 أصول وجذور. فلم يكن الخضوع قدر هذا الشعب وميزته كما سعت آلة الدعاية السياسية لترويج ذلك وما تزال عبر التأكيد على قصّة المؤامرة والتدخل الأجنبي في تحقيق ما حدث.”
كانت للروائي والكاتب جمال الجلاصي العديد من التجارب في ترجمة الأعمال الشعرية الكاملة لليوبولد سيدار سنغور “الزنوجة ثلج آخر في اللغة الجديدة”، رواية “الإله الصغير عقراب” لروبرت إسكاربيت، و “إضراب الشحاذين” لأميناتا ساو فال” و”السيد الرئيس” للكاتب الغواتيمالي “ميغيل أنخيل أستورياس”.